رغم انتشاره السريع وتسجيله إصابات عديدة في مختلف أنحاء العالم، إلا أن ربة ضرة نافعة كما يقول المثل، فقد كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين أصيبوا بمتحور أوميكرون من كورونا يهزمون كافة متحورات الفيروس.
وأظهرت دراسة جديدة في جنوب إفريقيا، أن الأشخاص الذين تعافوا من متحوّر أوميكرون يقاومون على نحو أفضل انتقال عدوى متحوّر دلتا وباقي المتحورات، وفق ما نشر موقع AFRICA HEALTH RESEARCH INSTITUTE.
بدوره، قال الباحث أليكس سيغل، المتخصص بعالم فيروسات في معهد إفريقيا لبحوث الصحة، والذي قاد الدراسة، إن "تدني عدد حالات متحوّر دلتا هو في الواقع أمر جيد، فيما نتطلّع إلى متحوّر يمكننا التعايش معه بسهولة أكبر، ويزعجنا بدرجة أقل من المتغيّرات السابقة".
مناعة ضد دلتا
وأكد أن الأشخاص الذين أصيبوا بـأوميكرون في جنوب إفريقيا، المتقدمة بأسابيع على الولايات المتحدة، اكتسبوا مناعة ضد دلتا.
كما أوضح أنهم كانوا يتحققون من مناعة هؤلاء الأشخاص ضد متحوّري أوميكرون ودلتا، ولاحظوا أنهم يكتسبون مناعة ضد أوميكرون، كما هو متوقع، لكن مناعتهم تجاه متحوّر دلتا تعزّزت أيضا.
وأشار إلى أنه استنادا إلى تجربتهم في جنوب إفريقيا، فإنّ أوميكرون سريع الانتشار، ما أدى إلى إصابة الكثير من الناس، وامتلأت بالتالي المستشفيات، لكنه تسبب بمرض أعراضه خفيفة لكل شخص أصيب به، وهذه لم تكن حال المتحوّر السابق دلتا.
في الأثناء، من المتوقع أن يطغى أوميكرون على باقي المتحورات، ولذلك قد يكون الحصول على مناعة معزّزة ضد متحوّر دلتا أمرا جيدا.
انتشار سريع
يذكر أن أوميكرون ينتشر بسرعة ويتفوق على متغير دلتا في بعض البلدان، وفق ما أكدته منظمة الصحة العالمية منتصف ديسمبر الماضي.
وفي دراسة سابقة هذا الشهر، أكد فريق الدكتور سيغال، بالإضافة إلى عدد من المجموعات البحثية الأخرى، قدرة أوميكرون على تفادي الأجسام المضادة من اللقاحات والمتحورات السابقة.
وللقيام بذلك، قاموا بتحليل الدم من الأشخاص الذين تم تطعيمهم أو تعافوا من كورونا، وخلطوه مع متحورات مختلفة.
وكان أداء الأجسام المضادة القوية جدا ضد دلتا والمتحورات الأخرى ضعيفا ضد أوميكرون. وساعد هذا في تفسير سبب إصابة العديد من الأشخاص الذين تم تطعيمهم والمصابين سابقا بأوميكرون.