قال أطباء نفسيون بريطانيون، إن أزمة وباء كورونا، التي سادت العالم خلال 12 شهرا بعام 2020، تمثل أكبر تهديد للصحة النفسية منذ الحرب العالمية الثانية، وسيظل أثرها لسنوات بعد السيطرة على الفيروس.
وبحسب ما نقلت صحيفة "ذا غارديان" The Guardian عن الدكتور أدريان جيمس، رئيس الأطباء النفسيين في "رويال كوليدج"، الذي يعد أحد أكبر الأطباء النفسيين في بريطانيا، فإن مزيجا من المرض وتداعياته الاجتماعية والاقتصادية كان وسيكون لها تأثير عميق على الصحة العقلية للبشر، والذي يمكن أن يستمر بعد السيطرة على الوباء.
ويُعتقد أن حوالي 10 ملايين شخص، منهم 1.5 مليون طفل، في بريطانيا بحاجة إلى دعم جديد في الصحة النفسية كنتيجة مباشرة للوباء.
يأتي هذا في الوقت الذي تُسجل فيه ارتفاعا في إصابات كورونا حول العالم، ويُسلط الضوء على الحاجة على خطة لضمان أن من يصابون بأمراض نفسية أو تتدهور حالتهم يستطيعون الحصول بشكل سريع على دعم فعال في السنوات القادمة.
وقال جيمس إن هذا سيكون له تأثير عميق على الصحة النفسية، وربما أكبر أزمة تواجهها الصحة النفسية منذ الحرب العالمية الثانية، ولا تتوقف عندما يتم السيطرة على الفيروس ويصبح هناك عدد قليل من الأشخاص في المستشفيات. وشدد على أنه يجب تمويل التداعيات على المدى الطويل.
وأشار جيمس إلى أن الإحصاءات الحالية تشير إلى وجود ضغط كبير على طلب المساعدات في مجال الصحة النفسية، وهو ما تُظهره أجنحة الصحة النفسية بالمستشفيات من اكتظاظ المرضى.
ولفتت الصحيفة إلى أن الطلب على خدمات الصحة النفسية قد تراجع في بداية تفشي الوباء، مع بقاء الناس في منازلهم بعيدا عن المستشفيات، أو اعتقدوا أن العلاج غير متاح، إلا أن هذا تبعه زيادة في عدد الساعين للمساعدة والذى لا يتراجع.
وأشارت إلى أن الإحباط والاكتئاب هي أكثر أمراض الصحة النفسية شيوعاً في زمن كورونا.
وأشار كبير الأطباء النفسيين إلى أن ألم فقدان الأعزاء جرا فيروس كورونا، خاصة بدون التمكن من الوداع عن قرب، هي من أكثر مسببات الأمراض النفسية في هذا الزمن. بالإضافة إلى مرضى كوفيد-19 الذين يعانون من طول المرض وشدة الأعراض.
علاوة على الأزمة الاقتصادية المصاحبة لتفشي الجائحة، وما يتبعها من عدم اليقين الذي يصاحب الإنسان حول دخله الشهري، واحتفاظه بوظيفته، ومقدرته على سد التزاماته المالية، كلها عوامل زادت من المعاناة النفسية أثناء الجائحة.