خطر يتهدّد نصف سكان الكرة الأرضية.. بعد 10 سنوات

بحلول عام 2030، سيكون نصف سكان العالم عرضة لمخاطر موجات "تسونامي" بحسب تأكيد تقارير أصدرتها الأمم المتحدة للتوعية من مخاطر هذه الظاهرة الناتجة من كوارث أخرى.

وفي التفاصيل، أكدت الأمم المتحدة، في إطار إعلانها عن نشاطات الاحتفال العالمي باليوم العالمي للتوعية من مخاطر "تسونامي" والذي يحتفل به في الخامس من شهر تشرين الثاني/نوفمبر، والذي يصادف وقوعه اليوم الخميس، أنه بحلول سنة 2030، سيعيش نحو 50% من سكان العالم، في المناطق الساحلية المهددة بالفيضانات والعواصف وأمواج تسونامي، كاشفة في هذا السياق، عن ضرورة وجود خطط عالمية، للحد من آثار "تسونامي" لحماية السكان المهددين من وقوع تلك الكوارث.

أكثر خطراً من غيره

من جهتها، وصفت المنظومة الدولية، تسونامي، بأنه "يتجاوز" المخاطر الطبيعية الأخرى، وتعتبر بأن التوسع الحضري، عبر البناء السكني في المناطق الأكثر تعرضا لكوارث تسونامي، من المظاهر التي يمكن أن تزيد من حالات الوفاة على نطاق واسع، ويأتي التحذير من الكثافات السكانية في المناطق المهددة بأمواج المدّ الكارثي، كجزء من خطط عالمية ومحلّية، تعمل على الحد من آثار "تسونامي" بحسب اقتراحات وسياسات يتم مناقشتها على صعيد واسع، لتبادل الخبرات بين الدول، خاصة تلك المعروفة بتأثرها الكبير من "تسونامي" كسيريلانكا والهند وإندونيسيا وتايلاند واليابان، ودول أخرى.

ويشار في هذا السياق، إلى أن اليابان بسبب "تجربتها المتكررة والمريرة في مجالات الإنذار المبكر من وقوع تسونامي" على تأكيد الأمم المتحدة، كانت السبّاقة في طرح يوم عالمي للتوعية بمخاطر تسونامي، والذي وافقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة، في شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2015.

أسباب تسونامي

ويبرز أثر اليابان، جلياً، في معالجة قضية كارثة تسونامي، على مستوى العالم، ففضلا عن دور اليابان النوعي بإطلاق تحذيرات للتوعية من هذه الظاهرة وخبرتها في معالجة مثل تلك القضية الخطيرة، فالاسم أصلا، قادم من اللغة اليابانية، بحسب الأمم المتحدة التي قالت إن تسونامي، هو مزيج كلمتين يابانيتين، "تسو" وتعني الميناء، و"نامي" وتعني الموجة. ويكون تسونامي عبارة عن سلسلة من الموجات الضخمة التي تحدثها اضطرابات أرضية من داخل المحيطات، عادة ما تكون ناتجة من الزلازل.

في السياق، ذكر تقرير للأمم المتحدة، صدر بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتوعية من مخاطر تسونامي، أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث هذه الكارثة التي ستهدد 50% من سكان العالم، بعد 10 سنوات، وكانت الزلازل هي السبب الأول لحصول ظاهرة المدّ الكارثي، إذا ما حصلت من داخل المحيطات، وبشرط أن تكون قوية، بما لا يقل عن 6.5 على مقياس ريختر.

بالإضافة إلى قوة الزلزال، في قاع المحيط، كشرط لحصول ظاهرة تسونامي، فيجب أن يكون في عمق "ضحل" تم تحديده بأقل من 70 كيلومترا تحت سطح الأرض، كي يكون أثره مباشرا على الماء وتوليد الموجات بقوة آلية متصاعدة تظهر على السطح، لاحقاً، بارتفاعات عالية وسرعات كبيرة، ومدّ يجتاح اليابسة المعمورة بالسكان، مخلفا الكوارث والمآسي.

وتكون الانهيارات الأرضية، متسببة بتسونامي، إذا ما حصلت على طول الخط الساحلي. وكذلك تتسبب الثورات البركانية بالكارثة، فهي قد تؤدي على ندرتها، إلى حصول موجات تسونامي "مدمرة للغاية" في المنطقة المائية المجاورة لمكان وقوع ثورة البركان.

عارضة أزياء نجت من تسونامي فصارت ممثلاً أممياً

في المقابل، فهناك أمر نادر الحدوث، يتسبب بتسونامي عنيف للغاية، وهو سقوط أجسام فضائية من خارج الأرض، في المحيطات، كالنيازك. وعلى الرغم من أنه لم يتم تسجيل تسونامي ناتج من سقوط نيزك في الماء، خلال التاريخ الحديث، بحسب الأمم المتحدة، فإن العلماء "يدركون مخاطر" سقوط أجسام فضائية في المحيطات، إذ قد تتسبب بحصول موجة مدّ ضخمة، ستكون منتجة لظاهرة تسونامي، على الرغم من ندرة حدوث هذه الظاهرة، إلا أنها من الأسباب المصنّفة عالميا، لإمكانية حصول هذه الكارثة.

وكانت إحدى الناجيات من تسونامي الذي ضرب تايلاند، عام 2004، هي عارضة الأزياء التشيكية الشهيرة بترا نيمكوفا، فوقع عليها اختيار الأمم المتحدة، لتكون "مناصرة رسمية" لقضية التوعية بمخاطر تسونامي. ووقع الاختيار على نيمكوفا، عام 2017، من قبل روبرت جلاسر، الممثل الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة، للحد من مخاطر الكوارث، خلال حفل أقيم في "الجمعية اليابانية" في نيويورك.

وتتزعم عارضة الأزياء منظمة تقدم المعونات والاستشارات للمتضررين من تسونامي، في مختلف بلدان العالم، ولديها أكثر من خمسين ألف متطوع يعملون على تلبية كل احتياجات متضرري تسونامي، أو تقديم النصح والخبرات للتجمعات السكنية القريبة من الشواطئ والمهددة بالتأثر الفوري من حصول ظاهرة تسونامي.

وضرب تسونامي منطقة المحيط الهندي، سنة 2004، واعتبر الأشد والأكثر عنفاً وتسببا بسقوط أكبر عدد من الضحايا، وأدى لسقوط أكثر من 220 ألف قتيل غالبيتهم في أندونيسيا وتايلاند والهند وسيريلانكا.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: