في خضم فترة الحرب العالمية الثانية، لم يتردد العديد من أهم قادة الاتحاد السوفيتي في إرسال أبنائهم للقتال، جنبا لجنب مع بقية الجنود العاديين، على الجبهات ضد الألمان. وفي خضم هذا النزاع العالمي، فقد ياكوف دجوكشفيلي (Yakov Dzhugashvili)، ابن القائد السوفيتي جوزيف ستالين، حياته بأحد المعتقلات الألمانية عام 1943. فضلا عن ذلك، تلقى خلال نفس العام المسؤول الشيوعي نيكيتا خروتشوف (Nikita Khrouchtchev) صدمة عقب سماعه بحادثة مقتل ابنه الطيار ليونيد خروتشوف (Leonid Khruschev) الذي قتل أثناء المعارك.
وفي الأثناء، أقدم عدد من المسؤولين والشخصيات الشيوعية العالمية، المقيمة بدول أخرى، على إرسال أبنائهم للدفاع عن الاتحاد السوفيتي حيث آمن هؤلاء بحتمية زوال الشيوعية في حال دخول الألمان لموسكو. ومن ضمن هذه الشخصيات، يذكر التاريخ مؤسس جمهورية الصين الشعبية ماو تسي تونغ الذي انتقل ابنه ماو أنيينغ (Mao Anying) نحو الأراضي السوفيتية لصد التقدم الألماني.
طفولة بائسة
إلى ذلك، عرف ماو أنيينغ، المولود يوم 24 أكتوبر 1922 والمصنف كأكبر أبناء ماو تسي تونغ، طفولة صعبة. فمنذ البداية، واجهت عائلة الأخير مضايقات عديدة على يد القوميين طيلة فترة العشرينيات. وقد اضطر ماو أنيينغ للانفصال بشكل مبكر عن والده الذي فرّ من قبضة القوميين.
وعام 1930، فقد هذا الطفل البالغ من العمر 8 سنوات والدته يانغ كايهي (Yang Kaihi) التي أعدمت على يد القوميين. وبذلك، وجد هذا الفتى نفسه تائها ومشردا بشوارع شنغهاي.
وبحلول العام 1936، تمكّن ماو تسي تونغ من تحديد مكان ابنه. وعلى الفور، اتجه هذا القائد الشيوعي، في خضم فترة الحرب الأهلية، لإرسال طفله الأكبر نحو الاتحاد السوفيتي أين استقبل وعومل بشكل جيد قبل أن يرسل لمأوى خصص ليتامى المناضلين الشيوعيين الذين سقطوا على ساحات المعارك.
قصف جوي أميركي
ومع بداية الغزو الألماني للأراضي السوفيتية يوم 22 يونيو 1941، حاول ماو أنيينغ الالتحاق بالجيش الأحمر عقب مسيرة دراسية حافلة قضاها بين أكاديمية لينين العسكرية السياسية والأكاديمية العسكرية بموسكو. وبحلول العام 1944، تم قبول الأخير بالجيش السوفيتي بشكل رسمي، عقب موافقة والده ماو تسي تونغ على ذلك، ليرسل فيما بعد نحو الجبهة لمقارعة الألمان الذي تلقوا هزائم فادحة بكل من ستالينغراد وكورسك.
إلى ذلك، شارك ماو أنيينغ بعملية تحرير بولندا من النازيين قبل أن ينقل فيما بعد لأقصى الشرق للمشاركة بالتدخل العسكري السوفيتي ضد اليابان خلال شهر أغسطس 1945. وبفضل شجاعته على ساحة القتال، نال الأخير العديد من الأوسمة السوفيتية.
ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، عاد ماو أنيينغ نحو وطنه الصين ليشارك والده، فيما تبقى من الحرب الأهلية ويكون شاهدا على إعلان قيام جمهورية الصين الشعبية عام 1949.
وخلال مسيرته العسكرية، نجا ماو أنيينغ من اليابانيين والألمان والقوميين الصينيين ليلقى حتفه عام 1950 على يد الأميركيين. فخلال الحرب الكورية، انضم ابن مؤسس الصين الشعبية لفوج المتطوعين الصينيين الذين أرسلوا للقتال بشبه الجزيرة الكورية. وهنالك، لقي الأخير مصرعه خلال قصف شنته الطائرات الأميركية يوم 25 نوفمبر 1950 بقنابل نابالم (napalm).