زجت روسيا في اليومين الماضيين بفلذات أكبادها في ما سمّوه "قافلة الموت" المكونة من 15,000 جندي، أي قوة بحجم فرقة تقريبا، ورتل حاشد طوله 65 كيلومترا، ظهر بصور من الفضاء مكتظا بدبابات وبطاريات صواريخ وعربات هجومية للدعم، وينهي اليوم الأربعاء وصوله لمحاصرة العاصمة الأوكرانية، تمهيدا لشن هجوم حاسم عليها، بدعم من قافلة ثانية بدأت رحلتها إليها أيضا، فيما لو فشلت المفاوضات الجارية بين الطرفين.
وما يحدث للقوات الروسية حاليا في أوكرانيا "هو إعادة تجميعها وتجهيزها، للتكيف مع هجمات واجهتها من الجيش الأوكراني" بحسب ما يعتقده مسؤولون دفاعيون غربيون، استنادا لصور حللوها بعد الاطلاع عليها، والتقطها الاثنين الماضي قمر صناعي تابع لشركة Maxar Technologies الأميركية.
"قطار حصار من العصور الوسطى"
واتضح من بعض الصور أن موسكو "حركت للآن 75% من قوة قوامها 190 ألف جندي، سيطر معظمهم على الحدود، وقليل منهم شارك بالقتال" وفقا لما تلخص "العربية.نت" ما نقلته صحيفة "التايمز" البريطانية أمس عن Franz-Stefan Gady الموصوف بأنه باحث في معهد International Institute for Strategic Studies للدراسات الاستراتيجية بلندن، فيما أوضحت صور أخرى مدى تجمع القوات حول كييف حاليا، كما وحجم "قافلة الموت" التي كانت قريبة 28 كيلومترا منها أمس الثلاثاء، حين وصفها أحد المحللين بأنها "قطار حصار من العصور الوسطى، وليس تكتيكا معترفًا به في الحرب الحديثة"، وفق تعبيره.
ورد أمس أيضا في "تحديث استخباراتي" لوزارة الدفاع البريطانية، أن القوات الروسية "لم تحرز سوى تقدم طفيف طوال 24 ساعة مضت في العاصمة، نتيجة للصعوبات اللوجستية المستمرة" إلا أن محللين توقعوا تغييرا جذريا، بأن تواجه المدينة من "قافلة الموت" كوكتيل من صواريخ وقذائف مدفعية، قد يؤدي إلى خسائر مدمرة بصفوف المدنيين، خصوصا أن قافلة أخرى تقترب للمساعدة بتطويق كييف وممارسة أقسى ضغط على السكان المدنيين والحكومة.
كما الوارد عن "موكب الدبابات والمدرعات" من معلومات حتى الآن، أنه سيحيط العاصمة الأوكرانية "بكل أدوات الحرب التي تم تجميعها طوال الشهرين الماضيين في بيلاروسيا المجاورة، من دبابات ومدرعات ومركبات هجومية وبطاريات صواريخ وشاحنات محملة بالجنود، مع مستشفى ميداني وكل ما يتم الاحتياج إليه لهدم كييف على من فيها، وهم 3 ملايين من السكان تقريبا، إلى أن يرفع رئيسها وحكومتها راية الاستسلام.
قافلة ولدت من فخ منصوب
والقوات الروسية المتواجدة في أوكرانيا حاليا، هي التي أرسلها الكرملين قبل شهرين إلى الحليف البيلاروسي، وهو الديكتاتور ألكسندر لوكاشينكو، المقرّب من بوتين، لإجراء "تدريبات عسكرية ومناورات مشتركة" إلا أن ما حدث كان أشبه بفخ منصوب، لأن تلك القوات لم تنسحب فيما بعد وتعود بعتادها إلى قواعدها في روسيا، وفقا لما وجدته "العربية.نت" بوسائل إعلام غربية عدة، بل بقيت كما "خلية نائمة" في بيلاروسيا، المكان الأفضل والأكثر أمانًا لانتظار اللحظة المناسبة، حيث يمكن الوصول في ساعتين بالسيارة إلى كييف.
يظهر أيضا من صور القمر الصناعي، أن الروس بنوا جسرا عائما ضخما فوق نهرPripyat المتدفق شرقا عبر أوكرانيا وبيلاروسيا، ومنها عبر أوكرانيا ثانية، ومن على ذلك الجسر مرت "قافلة الموت" في رحلتها إلى كييف، لتبدأ واحدة من أسوأ غارات القصف بأوروبا الشرقية منذ الحرب العالمية الثانية، بحسب ما يتوقعون.
وللعاصمة الأوكرانية أهمية سياسية هائلة، والسبب أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي أخبر العالم بأنه لن يغادر، لذلك يعتقد مسؤولون غربيون أن بوتين سيستخدم أي وسيلة للاستيلاء عليها وإعلان النصر، لأن سقوطها سيؤدي لاستسلام مدن أخرى معها، لكن قد يحدث العكس ويحول الأوكرانيون عاصمتهم إلى ما وعد به أحدهم بدأ يبرز في الميدان.. اسمهMykola Lukashuk وعمره 41 عاما، وأمس بالذات أعلن عن قدرته على تسليح أكثر من مليون أوكراني وتحويل كييف "إلى ستالينغراد جديدة" كما قال.