شاءت الأقدار أن تكون سنة وفاة حاتم علي، هي غير سنة دفنه، بعدما جاءت وفاته، الثلاثاء، في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، ليكون دفنه، أول العام القادم، بحسب النعوة التي صدرت باسم عائلته وعائلة زوجته والعائلات القريبة منهما، اليوم الخميس.
وورد في نعي أكبر المخرجين السوريين، أن علي سيشيّع جثمانه، من مستشفى الشامي، بدمشق، ويصلى عليه في جامع الحسن وهو المكان الذي سيتم تلقي التعازي فيه برحيله، بمنطقة "أبو رمانة" عقب صلاة يوم الجمعة، الواقع في الأول من شهر كانون الثاني 2021.
وأعلن عن وفاة المخرج السوري، حاتم علي، في القاهرة، الثلاثاء، إثر نوبة قلبية. وفور شيوع نبأ وفاته، تحولت مواقع التواصل الاجتماعي، إلى منصات تهدر بتقديم التعازي برحيل المخرج الذي اعتبر أفضل مخرج سوري، وصاحب أفضل المسلسلات السورية، فضلا من صفاته الشخصية التي أجمع كل المفجوعين برحيله، من أكاديميين وفنانين ومثقفين ومشاهدين عرب، بأنه كان يتمتع بأرفع المستويات الأخلاقية والشخصية، كما وصفه المطرب اللبناني عاصي حلاني، في تغريدة عزاء به.
وإثر الوفاة المفاجئة التي صدمت الوسط الفني العربي، وعشاق الفن والتلفزيون والثقافة، تقاطر نجوم العالم العربي، لتقديم عبارات العزاء المثقلة بأحاسيس الألم والفاجعة.
وعلى الرغم من أن علي، بدأ كاتباً ثم ممثلا إثر تخرجه من معهد الفنون المسرحية بدمشق، ثمانينيات القرن الماضي، إلا أنه اتجه لفن الإخراج، وترك فيه بصمات بزّ فيها أكبر المخرجين، وصار المخرج السوري الأول، في الأعمال التاريخية وغير التاريخية، فيما يصنف بأنه أفضل المخرجين السوريين، وصاحب أفضل الأعمال التاريخية والعربية، والتي وقف على رأسها، مسلسل "الزير سالم" عام 2000.
وترك علي، للدراما العربية، أعمالا كبرى، كصلاح الدين الأيوبي، وعمر، وصقر قريش، والملك فاروق، وأعمالا أخرى عديدة، جعلته، أفضل المخرجين السوريين، وصاحب أفضل مسلسلات عربية.
ومات علي، عن 58 عاماً، وهو المولود في الجولان السوري المحتل، عام 1962، ثم نزح وأسرته إلى ريف العاصمة السورية، ومن دمشق حصل على شهادة معهد الفنون المسرحية، وظهر للمرة الأولى عام 1988، في مسلسل "دائرة النار" لتتوالى أعماله، ممثلا، والتي ختمها كلها، بالإخراج، فأخرج أهم المسلسلات العربية التي كانت ما بين التاريخي والاجتماعي، وكان إخراجه لمسلسل "الزير سالم" نقطة انعطاف جذرية في مسيرته ومسيرة الدراما السورية، فانتقل بعدها إلى أعمال أخرى، خلّدته جميعها، في قلوب أحبائه، من المحيط إلى الخليج.