على الرغم من ظهور عدة متحورات أخرى جديدة، فإن "دلتا" مازال يحظى بالاهتمام الأكبر.
فبعدما وجه المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض السارية والوقاية منها السلطات الصحية للإسراع في تلقيح المتعافين من كورونا خلال فترة لا تزيد عن 3 أشهر من تاريخ الشفاء، حذّر ناطق بلسان المركز أمس، إلى سرعة انتشار متحوّر دلتا في المدارس بين الطلاب، وهي سرعة تقدّرها الدراسات الأخيرة بأنها تقارب 3 أضعاف سرعة انتشار الفيروس الأصلي الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية أواخر عام 2019.
وأوضح الناطق باسم المركز الأوروبي أن الفيروس الذي ضرب بقسوة فئة المسنّين خلال الموجة الوبائية الأولى، بات يتفشّى الآن بسرعة وسهولة بين الأطفال الذين هم الفئة الوحيدة حتى الآن التي لم تشملها التغطية اللقاحية.
كما كشفت بيانات المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض السارية عن أن سرعة انتشار متحور "دلتا" بين الأطفال لم يرافقها ارتفاع في معدّل الوفيّات الذي ما زال دون 35 حالة لكل مليون إصابة، وأن معظم هذه الإصابات لا يستدعي العلاج في المستشفى ونادراً ما تظهر عليها أعراض تذكر.
ويقول خبراء المركز إن تأثير تفشّي متحور «دلتا» بين الأطفال على المشهد الوبائي العام في بلد معيّن يتوقف على نسبة التغطية اللقاحية.
جدل واسع في أوروبا
وأتت تلك التصريحات في وقت لا يزال فيه موضوع تلقيح الأطفال يثير جدلاً واسعاً في أوروبا، على الصعيدين العلمي والسياسي.
كما أن التفاوت الكبير بين التدابير التي اتخذتها الدول حتى الآن لمعالجة هذا الموضوع لا يزال مصدر قلق.
يذكر أن العام الدراسي في أوروبا لم يبدأ سوى منذ أيام قليلة في معظم البلدان، وبالتالي ما زال من المبكر معاينة المشهد الوبائي في المدارس بدقة، بينما فتحت المدارس في الولايات المتحدة أبوابها في النصف الأول من الشهر الفائت، وبدأت تتضح معالم انتشار متحور دلتا بين الطلاب، ما استدعى اللجوء إلى تدابير أكثر تشدداً.
وكان المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا كان أفاد بأن البيانات الأخيرة تشير إلى أن معدّل الإصابات الجديدة بمتحوّر دلتا بين الأطفال بلغ 100 إصابة لكل مائة ألف مواطن، فيما لا يتجاوز 30 إصابة بين الذين تجاوزوا 60 عاماً وجميعهم تقريباً من الذين تناولوا اللقاح.