تبخر حلم مانشستر سيتي الإنجليزي ومدربه الإسباني بيب غوارديولا مجددًا في التتويج بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، بخروجه الدراماتيكي على يد مضيفه ريال مدريد الإسباني عقب خسارته 1-3 بعد التمديد الأربعاء في إياب الدور نصف النهائي.
وهو الفشل السادس لسيتي في ستة مواسم بإشراف بيب الذي أصابته لعنة المسابقة التي فرض سيطرته عليها قبل سنوات.
وغوارديولا المتوج بلقب الكأس ذات الأذنين الكبيرتين في عامي 2009 و2011 مع برشلونة، شهد منذ ذلك الحين بعض الإخفاقات "الشهيرة" والتي يضاف إليها خيبة الأمل التي عانى منها الأربعاء على ملعب "سانتياغو برنابيو" في العاصمة مدريد.
وفي الموسم السابق لوصول غوارديولا، حقق مانشستر سيتي نجاحًا كبيرًا في المسابقة القارية العريقة عندما وصل إلى نصف النهائي في عام 2016 بقيادة المدرب التشيلي مانويل بيليغريني، حيث واجه ريال مدريد بقيادة مدربه الفرنسي زين الدين زيدان.
في مباراتين باهتتين (صفر-صفر، 1-صفر)، حجز ريال مدريد بطاقته إلى المباراة النهائية بهدف بالنيران الصديقة سجله المدافع البرازيلي فرناندو بالخطأ في مرمى فريقه (20) إيابًا في مدريد بعدما انتهت مباراة الذهاب بالتعادل السلبي في مانشستر.
وخلال موسمه الأول في إنجلترا، فشل بيب في الدور ثمن النهائي أمام موناكو الفرنسي حيث كان وقتها يبزغ نجم الظاهرة كيليان مبابي. انتهت مباراة الذهاب المجنونة بملعب الاتحاد في مانشستر بتفوق سيتي 5-3.
وفي مباراة الإياب، ضرب بنجامين ميندي بقوة بتمريرتين حاسمتين في الشوط الأول، وأعاد الألماني لوروا ساني الأمل للفريق الإنجليزي بالتأهل بهزه الشباك في الشوط الثاني (71)، لكن تيمويه باكايوكو بخر حلمه بعد ست دقائق عندما سجل برأسية الهدف الثالث الذي منح فريق الإمارة بطاقة التأهل بفضل الأهداف المسجلة خارج القواعد (5-3 و1-3).
ووصل سيتي هذه المرة إلى ربع النهائي، وكانت المواجهة إنجليزية خالصة أمام القوة الصاعدة ليفربول.
وتحدث بيب قبل المباراة وكرّر إلى أي مدى يخشى الثلاثي الهجومي للريدز. كان خوفه مبررًا: فاز ليفربول 3-صفر ذهابًا وجدد انتصاره بثنائية (2-1) إيابًا، وسجل أربعة أهداف من أصل الخمسة المصري محمد صلاح (هدفان)، السنغالي ساديو ماني والبرازيلي روبرتو فيرمينو.
وبلغ مانشستر سيتي ربع النهائي مجددًا في نسخة 2018-2019، ووقع في مواجهة إنجليزية جديدة، وخيبة أمل جديدة، هذه المرة ضد توتنهام. في مباراة الذهاب (خسارة صفر-1)، بقي البلجيكي كيفن دي بروين والالماني لوروا ساني على مقاعد البدلاء حتى الدقيقة 89، أضاع الأرجنتيني سيرخيو أغويرو ركلة جزاء، وأصيب نجم السبيرز هاري كاين، لكن حارس مرمى سيتي البرازيلي إيدرسون ارتكب هفوة عندما أفلتت تسديدة الكوري الجنوبي سون هيونغ-مين من تحت بطنه.
وجاءت مباراة الإياب مفتوحة وفرض التعادل نفسه 2-2 بعد 11 دقيقة فقط من انطلاقها. نجح سيتي في التقدم 4-2، وكان في طريقه الى التأهل، لكن حكم الفيديو المساعد "في أيه آر" حرمه من ذلك عندما تدخل لتأكيد هدف سجله المهاجم الإسباني لتوتنهام فرناندو يورنتي بوركه (4-3 ، 73)، قبل أن يلغي في الوقت بدل الضائع هدف التأهل لرحيم سترلينغ بداعي تسلل على صاحب التمريرة الحاسمة أغويرو ليتأهل سبيرز بفضل الأهداف المسجلة خارج القواعد.
وفي نسخة تأثرت بفيروس "كوفيد-19"، وصل سيتي الى ربع النهائي وكان على موعد مع ليون الفرنسي في مواجهة من مباراة واحدة في لشبونة حيث أقيمت المنافسات في دورة مجمعة.
وفاجأ غوارديولا الجميع بتغيير خطة لعبه واعتمد 3-5-2، فدفع الثمن من هجمتين مرتدتين استقبلت منهما شباكه هدفين ليجد نفسه متخلفًا 1-2 قبل أن يهدر سترلينغ فرصة ذهبية لإدراك قبل خمس دقائق من نهاية الوقت الأصلي. ومرة أخرى كان الثمن غاليًا لأن موسى ديمبيلي سجل هدفه الشخصي الثاني والثالث لفريقه بعد أقل من 60 ثانية (3-1)، ليحسم ليون تأهله.
وفي نسخة فعل غوارديولا كل شيء بشكل صحيح من خلال البقاء وفيًا لخطته ووصل إلى المباراة النهائية الأولى له منذ عام 2011، والأولى على الإطلاق لسيتي. كان الخصم تشيلسي.
لكن غوارديولا خلافًا للتوقعات، قرر الاستغناء عن لاعب الوسط المدافع في هذه المباراة، حيث ضحى بالإسباني رودري الذي لعب دورًا بارزًا في الوصول الى مباراة القمة.
في مباراة مغلقة جدًا، وجد تشيلسي الثغرة قبل نهاية الشوط الأول بدقائق قليلة عندما سجل له الألماني كاي هافيرتز هدف الفوز (1-صفر، 42)، وزادت محن سيتي بعدها بخسارته جهود صانع ألعابه وقلبه النابض دي بروين بسبب الإصابة مطلع الشوط الثاني.
وحتى الدقيقة 90 من مباراة إياب نصف النهائي ضد ريال مدريد، اعتقد سيتي أنه حجز بطاقته إلى المباراة النهائية الثانية تواليًا عندما تقدم بهدف لنجمه الجزائري رياض محرز (73) عزز به تفوقه الرائع 4-3 ذهابًا.
لكن النادي الإسباني قلب الطاولة في دقيقة واحدة بثنائية لمهاجمه البديل البرازيلي رودريغو (90، 90+1)، فارضًا الاحتكام الى شوطين إضافيين كانت الكلمة الأخيرة فيهما إلى المنقذ القائد الدولي الفرنسي كريم بنزيمة الذي سجل ركلة جزاء (95) واضعًا نهاية مثيرة للمباراة المجنونة، ومبخرًا حلم سيتي في التتويج باللقب الاول في تاريخه في المسابقة وغوارديولا في لقبه الثالث.