في 22 يونيو/حزيران 1941، فاجأت رومانيا العالم بإعلانها الحرب على الاتحاد السوفيتي حيث فضّل الرومانيون حينها الاصطفاف لجانب أدولف هتلر بحملته العسكرية على الاتحاد السوفيتي التي انطلقت خلال اليوم نفسه بعملية اجتياح واسعة شارك بها ملايين الجنود الألمان مدعومين بآلاف الدبابات والطائرات.
إلى ذلك، مثلت رومانيا منذ الثلاثينيات نقطة هامة للمشروع النازي بالشرق حيث امتلكت الأخيرة حدودا مشتركة مع الاتحاد السوفيتي وحظيت بمنفذ على نفط البحر الأسود الذي اعتبره الألمان عاملا أساسيا لدعم آلة حربهم بمختلف الجبهات. وعلى مدار سنوات، حاول النازيون إقناع بوخارست بالانضمام لحلف المحور إلا أن الأخيرة رفضت ذلك مفضلة الحفاظ على موقف الحياد.
خسارة أرض ووعود هتلرية
في الأثناء، عانى الرومانيون منذ نهاية الحرب العالمية الأولى من مشاكل حدودية مع أغلب جيرانهم. فبالجنوب، طالبت بلغاريا بالحصول على إقليم دبروجة (Dobruja) مؤكدة على وجود أعداد هائلة من البلغاريين به. وبالشمال، طالب السوفيت بحقهم في استعادة إقليم بيسارابيا (Bessarabia) مؤكدين على أنه منطقة روسية منذ عام 1812 استولى عليها الرومانيون في خضم فترة الحرب الأهلية عام 1918. أما غربا، فقد طالب المجريون بترانسيلفانيا (Transylvania) وتحدثوا عن تواجد أغلبية مجرية بها مهددين بذلك بتفكيك مشروع رومانيا الكبرى.
وبدعم من ألمانيا، جردت رومانيا سنة 1940 من نسبة هامة من أراضيها. فعلى حسب الاتفاق الألماني الموقع مع الجانب السوفيتي، افتك السوفيت منطقة بيسارابيا. وتحت وطأة ضغط سياسي وتهديد عسكري ألماني إيطالي، تخلت رومانيا خلال مؤتمر فيينا سنة 1940 عن ترانسيلفانيا لصالح المجر كما قدمت خلال العام نفسه مناطق جنوب دبروجة للبلغاريين لتفقد بذلك ما يعادل 38 بالمائة من مساحتها.
وعن طريق سياسة إضعافها وتجريدها من أراضيها، جرّ أدولف هتلر رومانيا لدخول الحرب العالمية الثانية. فأملا في استعادة مكتسباتهم، وافق الرومانيون على التحالف مع ألمانيا والانضمام لدول المحور خاصة مع تلقيهم لوعود هتلرية بالحصول على شمال بوكوفينا (Bukovina) ومناطق واسعة من أوكرانيا واستعادة بيسارابيا في حال سقوط الاتحاد السوفيتي ونجاح عملية بربروسا.
خسائر فادحة
وتماما كإيطاليا والمجر، مثلت رومانيا حليفا ضعيفا لهتلر على الساحة الأوروبية حيث تميز الجيش الروماني حينها بضعف تكوينه العسكري وافتقاره للمدرعات والطائرات.
وبمساعدة الجيش الألماني، تمكن الرومانيون من التدخل بمولدوفا والتقدم عبر الأراضي الأوكرانية نحو نهر الفولغا (Volga) ومناطق القوقاز. وخلال معركة ستالينغراد التي خسرها الجيش السادس الألماني، تكبد الرومانيون خسائر فادحة حيث قتل حينها ما يزيد عن 158 ألفا من جنودهم. وبسبب تحالفهم مع النازيين، شارك الرومانيون بالهولوكوست فقتلوا العديد من اليهود، خاصة بمذبحة ياسي (Iași)، وأرسلوا آخرين نحو معسكرات الموت النازية. وعلى حسب العديد من المصادر قدّر عدد اليهود الذين قتلهم الرومانيون بالمناطق الخاضعة لسيطرتهم خلال الحرب العالمية الثانية بنحو 300 ألف يهودي.
تحالف جديد
مع تقدم الجيش الأحمر السوفيتي وتوالي الهزائم العسكرية، أزاح الرومانيون خلال آب/أغسطس 1944 رئيس الوزراء، وحليف هتلر، إيون أنتونيسكو (Ion Antonescu) من سدة الحكم عن طريق مؤامرة نظمها ملك رومانيا ميخائيل الأول (Mihai I) الذي لم يتردد في التحالف مع السوفيت ضد هتلر حيث استقبل الجيش السوفيتي ببوخارست استقبال الأبطال.
وخلال هذه الحرب، خسر الرومانيون نحو نصف مليون من سكانهم واستعادوا منطقة ترانسيلفانيا عقب موافقة السوفيت على إلغاء اتفاقية فيينا لعام 1940. من جهة ثانية، أعدم حليف هتلر السابق إيون أنتونيسكو رميا بالرصاص يوم 17 أيار/مايو 1946 على إثر اتهامه بارتكاب جرائم حرب.
لاحقا، حصل الملك ميخائيل الأول على وسام النصر السوفيتي قبل أن يعزل من الحكم. فيوم 30 كانون الأول/ديسمبر 1947، أجبر الشيوعيون الملك على التنحي معلنين عن نشأة جمهورية رومانيا الاشتراكية.