بعدما ظهر اسم جوين شوتويل، رئيسة شركة سبيس إكس ومديرة عملياتها، في قائمة مجلة تايمز لأكثر مئة إنسان تأثيرًا في العالم، كشفتْ عن خطط الشركة لحل إحدى أكبر المشكلات التي يواجهها مستقبل الاستكشاف الفضائي: ازدياد المخلفات التي تدور حول الأرض.
وذكرتْ أن لدى الشركة الوسيلة المناسبة لذلك: إنها مركبة ستارشيب التي ترتفع 50 مترًا، والمصمَّمة أصلًا لحمل 100 راكب أو 100 طن من الحمولات إلى وجهات بعيدة، منها القمر والمريخ.
وفي بث سُجل مسبقًا قالت شوتويل لباتريك لوكاس أوستن، كاتب الأعمدة التقنية في مجلة تايمز «ممكن جدًّا أن نستغل ستارشيب ونرسلها إلى بعض تلك الصواريخ البائدة –صواريخِ غيرنا طبعًا– الهائمة في الفضاء الخارجي فيلتقطها.»
مضيفةً «لن يكون سهلًا، لكني أومن بقدرة ستارشيب على تحقيق هذا، وهذا يملؤني حماسة.»
والظاهر أنها أول مرة نسمع فيها بخطط استخدام ستارشيب في تنظيف الفضاء.
لمْ تبدأ الشركة اختبار النماذج الأولية للصاروخ العملاق في موقعها في بوكا تشيكا بتكساس إلا مؤخرًا، أي إنه لن يبدأ جمع المخلفات في المستقبل القريب؛ وأما المقرر قريبًا فإطلاق اختباري لرفع أحد نماذجه الحديثة إلى ارتفاع 19 كم تقريبًا، وهذا أقل جدًّا من ارتفاع المدار.
لكن كلام إيلون ماسك أن أول نسخة منه سيسعها بلوغ المريخ بحلول 2024، وطبعًا بُعد مدار الأرض ليس بشيء مقارنة ببُعد المريخ.
فهل في إزالة «صواريخ الغير» ربح كاف لشركة ربحية؟ ليس هذا معلومًا حتى الآن.
لكن موقف الشركة هذا غريب على كل حال، فهي عاكفة منذ مدة على إرسال دفعات من 60 قمرًا اصطناعيًّا ميكرويًّا بوتيرة سريعة، لإنشاء كوكبتها ستارلنك التي ستوفر الإنترنت في جميع أنحاء العالم؛ وهذا قد يؤدي إلى مخلفات فضائية أكثر على المدى الطويل.
وقد انتبهتْ إلى هذا، فالكوكبة في خططها الأولية كانت ستُنشأ لدى ارتفاع أعلى –لتكُون مع الأقمار الاصطناعية المخصصة للاتصالات – لكن الخطط تغيرت «حين وجدنا أن الأقمار لدى الارتفاع الأعلى قد تظل في المدار قرونًا، ولم يعجبنا هذا، لأن الأقمار كثيرًا ما تتعطل» وفق كلام شوتويل.
وأضافت «فطلبنا خفض الكوكبة إلى ارتفاع أدنى، لتتدهور الأقمار أسرع؛ بل إنا نجعلها على ارتفاع أدنى حتى إذا تعطلت خرجت سريعًا من مواقعها المدارية.»
وحين يتدهور مدار القمر بما يكفي، ينتهي إلى آخر محطة له، فيحترق في الغلاف الجوي للأرض؛ وهذا من أشْيَع طرائق التخلص من الأشياء المدارية المستهلَكة.
لكن حتى مع انخفاض المدار، قد تؤدي ستارلنك إلى مفاقَمة مشكلة المخلفات، وإلى اصطدامات خطيرة أثناء ذلك؛ فجوناثان ماكدويل، عالم الفيزياء الفلكية في مركز هارفرد سميثسونيان، كشف لموقع بيزنس إنسايدر مؤخرًا بأن نسبة أقمار ستارلنك التي تشتغل فعلًا تبلغ 97% فقط.
وقال «ليس معدل الأعطال هذا أسوأ من معدلات غيرها من الشركات، لكن المشكلة أن حتى المعدل الطبيعي في كوكبة ضخمة كهذه من الأقمار الاصطناعية سيؤدي إلى مخلفات فضائية هائلة.»
The post رئيسة سبيس إكس: ستارشيب قادرة على جمع المخلفات الفضائية appeared first on مرصد المستقبل.