رفقة كل من فرانكلن بيرس (Franklin Pierce) وجيمس بيوكانان (James Buchanan) وأندرو جونسون (Andrew Johnson)، يصنّف الرئيس العاشر بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية جون تايلر (John Tyler) الذي أدار شؤون البلاد ما بين عامي 1841 و1845 كواحد من أكثر الرؤساء غير الشعبيين لدى الأميركيين، حيث رافقت المشاكل السياسية هذا الرجل طيلة فترة حياته وجعلته مكروها لدى أهم الأحزاب الأميركية.
فعقب خلاف مع الرئيس أندرو جاكسون (Andrew Jackson)، غادر جون تايلر الحزب الديمقراطي ليلتحق بحزب اليمين (Whig Party) ويرشح لمنصب نائب الرئيس برئاسيات العام 1840 التي كسبها وليام هنري هاريسون (William Henry Harrison)، مرشح حزب اليمين، بفارق شاسع ضد المرشح الديمقراطي، والرئيس المنتهية ولايته مارتن فان بيورين (Martin Van Buren).
تزامنا مع فوز مرشح حزب اليمين وليام هنري هاريسون بانتخابات عام 1840، اعتبر تايلر منصب نائب الرئيس دون قيمة تذكر وفضّل العودة نحو مزرعته بفرجينيا على البقاء بمكتبه بواشنطن.
مشاكل مع حزب اليمين
بعد مضي نحو شهر على مراسم التنصيب، صدم الجميع عند سماعهم لخبر وفاة الرئيس هاريسون عن عمر يناهز 68 عاما. بناء على ذلك، آلت رئاسة الولايات المتحدة الأميركية لنائب الرئيس حسب الدستور الأميركي وقد تلقى جون تايلر خبر تعيينه رئيسا للبلاد أثناء تواجده بفرجينيا وانطلق مسرعا نحو العاصمة واشنطن لاستلام مهامه.
ومنذ البداية، أثار تايلر غضب عدد من المشرعين الأميركيين، حيث اتهم الأخير بمخالفة الدستور الأميركي الذي نصّ على استلام نائب الرئيس لسلطة ومهام الرئيس في حال وفاته وشغور المنصب. سوى أن تايلر تجاوز ذلك واتجه لاستلام مكتب الرئيس بكامل صلاحياته خالقا بذلك حالة من الفوضى بالكونغرس خاصة مع رفض 8 من أعضاء مجلس الشيوخ الاعتراف به رئيسا للبلاد.
ومع استلامه لمهامه، اجتمع تايلر بوزير خارجيته دانيل وبستر (Daniel Webster) الذي أطلعه بقرار سابق للرئيس المتوفى حول استشارة الوزراء قبل اتخاذ القرارات والعمل برأي الأغلبية. ومع سماعه بذلك، استشاط تايلر غضبا مؤكدا رفضه القاطع الحصول على تعليمات من أعضاء حكومته.
من ناحية أخرى، أثار الرئيس جون تايلر غضب أعضاء حزبه، على رأسهم السيناتور هنري كلاي (Henry Clay)، بسبب قرار البنك الوطني والإجراءات الجمركية. فبمناسبتين، استعمل تايلر حق النقض وأجهض قرارا بإعادة هيكلة البنك الوطني وقد أدى ذلك لقيام مناصري السيناتور هنري كلاي بمهاجمة البيت الأبيض وقذفه بالحجارة تزامنا مع نعتهم لتايلر بالخائن.
طرد من حزب اليمين
وخلال الأشهر التالية، اتجه أعضاء حزب اليمين لمحاصرة الرئيس تايلر. وفي البداية، نظّم السيناتور هنري كلاي، ذو النفوذ الهام بحزب اليمين، استقالة جماعية لأعضاء حكومة الرئيس العاشر بتاريخ البلاد الذي وجد نفسه وحده رفقة وزير خارجيته وبستر. وعلى إثر ذلك، طرد جون تايلر من حزب اليمين تزامنا مع بدء عدد من أعضاء الكونغرس، على رأسهم النائب المنتمي لحزب اليمين جون بوتس (John Botts)، بإجراءات سحب الثقة منه تمهيدا لعزله.
على إثر طرده من حزب اليمين، حاول تايلر العودة للحزب الديمقراطي إلا أنه فشل في ذلك ليتحول لرئيس بدون حزب. لاحقا، فشل جون تايلر في إنشاء حزب سياسي وقد أجبره ذلك على الانسحاب من السباق الرئاسي لعام 1844.
مساندة العبودية والكونفدراليين
وعلى الرغم من بعض الإنجازات التي شهدتها فترته الرئاسية كمعاهدة ترسيم الحدود الأميركية الكندية والمفاوضات الأميركية الصينية وانضمام تكساس للاتحاد، واجه تايلر نقدا لاذعا من قبل الشماليين بسبب تأييده للعبودية.
وقبل فترة وجيزة من بداية الحرب الأهلية، قاد الأخير جهود مصالحة، كللت بالفشل، للحفاظ على الوحدة. لكن مع اندلاع النزاع الدموي الذي أودى بحياة ما يزيد عن 600 ألف أميركي، اصطف تايلر لجانب الكونفيدرالية واتجه لمناقشة إمكانية انضمام فرجينيا إليها كما فاز في الآن نفسه بمقعد بمجلس نواب الكونفدراليين إلا أنه توفي يوم 18 يناير 1862 قبل استلامه.