أمر غريب قد يصعب تفسيره ويحدث منذ 30 سنة تقريبا في قيرغيستان، الممتدة في آسيا الوسطى من الصين إلى طاجيكستان، فمنذ تفكك الاتحاد السوفياتي في 1991 واستقلت عنه ذلك العام، تولى منصب الرئاسة فيها 5 سياسيين، استقال كل منهم طوعا أو كرها، وهو بعمر 60 أو 61 على الأكثر، وأحدثهم استقال أمس الخميس، وهو Sooronbay Jeenbekov المولود في 16 نوفمبر 1958 بقرية Biy-Myrza البالغ سكانها 4000 في الغرب الجنوبي القيرغيستاني.
نقلت الوكالات عن جينبيكوف، قوله في إعلان استقالته: "أنا لا أتمسك بالسلطة. لا أريد أن أبقى في تاريخ قيرغيزيا كرئيس سفك الدماء وأطلق النار على مواطنيه. لذلك قررت أن أستقيل"، ودعا المعارض صادر جاباروف، وغيره من السياسيين الآخرين، إلى سحب أنصارهم من العاصمة بيشكيك، وإعادة الحياة الآمنة لسكانها، وقال: "لا توجد سلطة تساوي وحدة شعبنا وتوافقه الاجتماعي" وفق تعبيره.
أما من تولى المنصب قبله، فهم 4 رؤساء آخرين، استقال كل منهم بعمر 60 أو61 على الأكثر، أولهم بعده Askar Akayev الذي تولى المنصب في 27 أكتوبر 1990 واستقال حين كان في 24 مارس 2005 بعمر 61 تقريبا، فقد ولد في 10 نوفمبر 1944 بقرية سكانها 452 حاليا، هي Kyzyl- Bayrak في أقصى الشمال القيرغيستاني.
بعد "عسكر أكاييف" مباشرة، تولى المنصب Kurmanbek Bakiyev المولود في أول أغسطس 1949 في قرية Masadan بأقصى الجنوب الغربي، وكان في 10 أبريل 2010 بعمر61 حين استقال ذلك اليوم، ثم تلته Roza Otunbayeva المولودة في 3 أغسطس 1950 بالعاصمة Bishkek واستقالت من منصبها بعد شهرين، أي حين كانت في 3 يوليو بعمر 60 ومقبلة على الواحد والستين.
بعدها مباشرة تولى الرئاسة Almazbek Atambayev المولود في 17 سبتمبر 1956 في مقاطعة "تشوي أوبلاستي" بأقصى الشمال القيرغيستاني، واستقال في 24 نوفمبر 2017 من منصبه، وهو بعمر61 أيضا.. فما سر هذا اللغز في قيرغيستان، أم هي مجرد صدفة نادرة؟