رجل حاول اغتيال ستالين وتسبب بكارثة استخباراتية بألمانيا

عقب نجاحه في إزاحة خصومه السياسيين، تمكن جوزيف ستالين من إحكام قبضته على الاتحاد السوفيتي لفترة تجاوزت الربع قرن وانتهت بوفاته عام 1953. وأثناء فترة حكمه، تسبب جوزيف ستالين في وفاة ما لا يقل عن 20 مليون شخص بطرق مختلفة تراوحت بين الإعدامات والمجاعة والإرهاق داخل مراكز العمل القسري. وخلال الفترة الممتدة ما بين عامي 1936 و1938، أسفرت السياسة الستالينية، ضمن ما عُرف بـ"التطهير الكبير"، عقب عملية اغتيال سيرغي كيروف، عن مقتل زهاء 700 ألف شخص ممن اتهموا بالخيانة ومعارضة النظام ومساندة الفاشيين.

إلى ذلك، لم يخل سجل جوزيف ستالين طيلة فترة حكمه من محاولات الاغتيال الفاشلة. ومن جميع هذه المحاولات، مثلت العملية التي كان من المقرر أن ينفذها بيوتر شيلو (Pyotr Shilo)، المُلقب أيضاً ببيوتر تافرين (Pyotr Tavrin)، عام 1944 أبرز هذه المحاولات الفاشلة لقتل ستالين.

في خضم الحرب العالمية الثانية، فضّل بيوتر تافرين، الذي عمل كقائد لإحدى الفرق العسكرية، خلال شهر مايو 1942 الانشقاق عن الجيش الأحمر السوفيتي وتسليم نفسه للقوات الألمانية. ومع وقوعه في قبضة النازيين، أعلن الأخير عن رغبته في التعاون معهم ضد نظام جوزيف ستالين.

لاحقاً، نُقل بيوتر تافرين نحو مركز المخابرات الألمانية زبلن (Zeppelin) حيث تلقى تدريباً جيداً على يد أوتو سكورزيني (Otto Skorzeny) المصنّف كأبرز مختص بمجال المهام الخاصة بألمانيا حيث قاد عام 1943 عملية تحرير الدوتشي الإيطالي بينيتو موسوليني من مكان احتجازه ونال العديد من الأوسمة المرموقة كالصليب الحديدي ووسام الفارس الصليبي الحديدي وميدالية الجبهة الشرقية.

ولضمان عودة عميلهم المجنّد لصالحهم نحو الأراضي السوفيتية، أقدم الألمان على تزويد بيوتر تافرين بالعديد من الوثائق الرسمية والهويات التي انتزعت من الأسرى السوفييت بالمعتقلات الألمانية. وأملاً في عدم إثارة الشكوك حوله، خطط تافرين للتظاهر بكونه جنديا مصابا غادر الخدمة العسكرية حال دخوله العاصمة موسكو.

ولضمان نجاح مهمته، تمكن بيوتر تافرين من ربط قنوات اتصال مع عدد من الأشخاص الرافضين لنظام ستالين داخل موسكو بهدف الحصول على معلومات حول تنقلات المسؤولين السوفييت. إلى ذلك، توصّل العميل تافرين لسيناريوهين، كان أولهما استهداف ستالين بشكل مباشر داخل الكرملين في حال حضوره لأحد الاحتفالات الرسمية أو استخدام قاذف قنابل لاستهداف سيارته أثناء تنقلها بشوارع موسكو.

لكن الأمور لم تسر بشكل جيد لبيوتر تافرين. فيوم 5 سبتمبر 1944، أسقطت المضادات السوفيتية الطائرة التي كانت تقله خلسة داخل الأراضي السوفيتية ليُعتقل برفقة زوجته ليديا شيلوفا (Lidia Shilova) قرب سمولنسك (Smolensk).

عقب عملية التحقيق معه، اعترف بيوتر تافرين بحقيقة مهمته ليتحول على إثر ذلك لجزء من عملية تمويه كبرى قادها السوفييت ضد الألمان. فعلى مدار أشهر، أوهم هذا الجندي السابق بالجيش الأحمر المسؤولين الألمان بتواجده بموسكو واستعداده لاغتيال ستالين كما قدم لهم معلومات خاطئة. أيضاً، تحوّل تافرين لـ"عملية استخباراتية مضادة" أسفرت على مدار أشهر عن اعتقال عدد هام من العملاء الألمان بالاتحاد السوفيتي.

مع نهاية الحرب العالمية الثانية، اتُهم تافرين وزوجته بالخيانة وممارسة أنشطة إرهابية. وعقب محاكمة وجيزة، أعدِم الزوجان رمياً بالرصاص عام 1952.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: