أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء والإدارة الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) عن توقيع اتفاقية لتدريب رواد الفضاء الإماراتيين في الولايات المتحدة الأمريكية.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات، اليوم الثلاثاء 22 سبتمبر/أيلول العام 2020، إن ذلك يأتي في إطار سعي دولة الإمارات إلى الريادة العالمية، ووضع بصمة في مجال استكشاف الفضاء في شراكة مهمة، تعكس المكانة الدولية التي وصلت إليها دولة الإمارات في قطاع الفضاء، وتستهدف إعداد رواد الفضاء الإماراتيين، وإمدادهم بالخبرات والمعارف على أعلى المستويات العالمية.
أربعة رواد فضاء إماراتيين
وتشمل الاتفاقية تدريب أربعة رواد فضاء إماراتيين؛ حيث سيبدأ رائدا الفضاء الإماراتيان هزاع المنصوري وسلطان النيادي البرنامج التدريبي المتقدم في الوقت الحالي، بينما سينضم رائدا الدفعة الثانية من برنامج الإمارات لرواد الفضاء، في وقت لاحق، إلى برنامج «ناسا لرواد الفضاء للعام 2021»، والذي سوف يخضع فيه الرائدان إلى البرامج التدريبية نفسها التي يخضع لها رواد ناسا، وستقوم مجموعة تدريبات ناسا بإعداد رواد الفضاء الإماراتيين على المستوى الجسدي والنفسي لخوض مهمات استكشاف الفضاء في المستقبل.
وسيتم إجراء التدريبات في مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة ناسا؛ وهو أحد أكبر المراكز المتقدمة في العالم؛ حيث يجرى فيه التدريب على رحلات الفضاء البشرية والبحوث والتحكم في رحلات الفضاء، بالإضافة إلى تدريب الطواقم على القيام بمهام في المدار المنخفض، بواسطة نظام مشروع المحاكاة التماثلية لأبحاث الاستكشاف البشري؛ وهو مشروع يبحث في كيفية تعامل البعثات مع فترات العزلة القصوى.
مركز جونسون للفضاء
ويعد مركز جونسون رائدًا في استكشاف الإنسان للفضاء لأكثر من نصف قرن، ويلعب دورًا محوريًا في تعزيز المعرفة التقنية والعلمية، من أجل إفادة البشرية، وتأسس المركز -الذي كان في طليعة برامج رحلات الفضاء البشرية الأمريكية- في العام 1961 في مدينة هيوستن بولاية تكساس، ويضم نحو 10 آلاف عامل.
ويشمل برنامج التدريبات وحدات ومكونات تدريبات رواد ناسا للفضاء نفسها؛ وذلك بهدف تأهيلهم لإدارة مهام مختلفة في محطة الفضاء الدولية، والتدريب على مهمات السير الفضائي خارج المحطة، والبقاء لفترات طويلة في المحطة الدولية، والتدريب على جوانب عدة في نطاق العمليات التي تتم على متن محطة الفضاء الدولية، بما في ذلك التعامل مع أنظمة المحطة والتحكم في الروبوتات، ودورات (تي-38)، ومهارات اللغة الروسية، ودورات أخرى حول المهارات القيادية في محطة الفضاء الدولية.
الإمارات تحجز مقعدًا في مجال الفضاء
ويحمل البرنامج التدريبي لوكالة ناسا أهمية كبيرة بالنسبة لكافة الدول المنخرطة في هذا المجال، وتثبت المشاركة الإماراتية في هذا التدريب، المكانة العالمية التي وصل إليها قطاع الفضاء في دولة الإمارات، حيث استطاعت دولة الإمارات حجز موقع متقدم بين نخبة الدول الرائدة في مجال الفضاء، بتعاون رواد الفضاء الإماراتيين مع أهم الخبراء والمتخصصين على الصعيد العالمي.
وكان هزاع المنصوري وسلطان النيادي قد تلقيا مجموعة تدريبية في مركز يوري جاجارين لتدريب رواد الفضاء بمدينة النجوم في العاصمة الروسية موسكو في سبتمبر/أيلول العام 2018، ضمن مراحل الاستعدادات قبل الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية، والتي خضع فيها رائدا الفضاء الإماراتيان، إلى جانب رواد فضاء آخرين، إلى تدريبات مكثفة تكللت بالرحلة التاريخية لهزاع المنصوري لمحطة الفضاء الدولية في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، كأول رئد فضاء عربي يزور المحطة.
الفضاء مبني على التعاون الدولي
وقال حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء «إن قطاع الفضاء العالمي مبني على التعاون الدولي، وفكرة بناء جسور المعارف بين الدول، ونقوم اليوم بتأصيل هذه الفكرة من خلال الشراكة الاستراتيجية مع وكالة ناسا، وهي جهة رائدة في قطاع الفضاء لأكثر من 60 عامًا، ونتطلع إلى تعزيز الشراكات مع تلك الخبرات العالمية التي تحمل أهمية استراتيجية بالغة، ولما تتمتع به وكالة ناسا من كم معارف وخبرات وبنية تحتية، فإنها سوف تدعم إمكانيات الكوادر الوطنية، وتخدم أهداف قطاع الفضاء الإماراتي.»
وأضاف «يقف قطاع الفضاء الإماراتي اليوم في مرحلة متقدمة من حيث الإمكانات والخبرات التي يجب الاستفادة منها والبناء عليها في المهام الفضائية المستقبلية الأكثر تقدمًا، بما ينعكس بالإيجاب على منظومة قطاع الفضاء في الإمارات، وعلى مساعينا الرامية لرفع كفاءة رواد الفضاء الإماراتيين.»
وقال يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء «تهدف الاتفاقية مع وكالة ناسا إلى تعزيز جهوزية رواد الفضاء الإماراتيين، وإعدادهم لخوض مهمات فضائية مستقبلية طويلة المدى.»
آفاق جديدة
وقال جيمس مورهارد، نائب مدير وكالة ناسا «تتيح اتفاقية تدريب رواد الفضاء الإماراتيين تعميق علاقات التعاون العلمي بين البلدين، الأمر الذي سوف يعمل على خلق فرص جديدة لدولة الإمارات لتصبح شريكًا أساسيًا في محطة الفضاء الدولية وبرنامج أرتيمس، وغيرها من برامج وأنشطة ناسا».
يُذكر أن برنامج الإمارات لرواد الفضاء هو أحد مشاريع برنامج الإمارات الوطني للفضاء، ويحظى بتمويل مباشر من صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات التابع للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، والذي يهدف إلى دعم جهود البحث والتطوير في قطاع الاتصالات في الإمارات، وإثراء ودعم وتطوير الخدمات التقنية، وتعزيز اندماج دولة الإمارات في الاقتصاد العالمي.
The post رواد الفضاء الإماراتيون يخوضون تدريبات في ناسا appeared first on مرصد المستقبل.