معظم ضحايا الانفجار البركاني الذي ضرب مدينة Pompeii الرومانية عام 79 بعد الميلاد، وعددهم 2000 تقريبا، قتلتهم سحابة غازية غطت المدينة بكاملها طوال 20 دقيقة، وفقا لتحليل علمي، أكده فحص طبقات الرماد المترسبة في ما بقي من المدينة وقوالب الجص من الفجوات في الرماد خلفتها أجساد الضحايا، وبالتحليل الجديد استبعد الباحثون أن تكون الحرارة الشديدة والصدمات المباشرة سببا للوفيات الناجمة عن ثورة بركان Vesuvius الشهير.
وكانت فحوصات واختبارات سابقة على جثث القتلى، ذكرت أن الضحايا قضوا على الفور بسبب درجات حرارة ارتفعت فجأة إلى 300 مئوية. إلا أن الدراسة الحديثة تؤكد الآن أن الوفيات كانت من الاختناق بعد أن غطت "بومبي" سحابة كثيفة من رماد حارق وغازات خانقة، على حد ما ذكره الباحثون من جامعة University of Bari إضافة إلى نظراء لهم من Istituto Nazionale di Geofisica e Vulcanologi أو "المعهد الوطني للجيوفيزياء وعلم البراكين" الإيطاليين، ممن تكاتفوا مع علماء "هيئة البحث الجيولوجي البريطانية" الواقع مقرها في مدينة ادنبره، عاصمة سكوتلندا.
قال الباحثون ، إن ثورة "فيزوف" بدأت ظهر يوم 24 أكتوبر، بتشكيل عمود بركاني بلغ ارتفاعه 25 كيلومترا، على حد ما ألمت به "العربية.نت" من الوارد اليوم بصحيفة "التايمز" البريطانية، وبخبرها نقلت عن الدراسة بأن الرياح دفعت العمود البركاني نحو الجنوب الشرقي، حيث "بومبي" بالذات، وهناك أدى انهياره لترسب 3 أمتار من الرماد على المدينة، مما تسبب في انهيار بعض الأسقف، ودفن بلدة Herculaneum تماما عند سفح جبل "فيزوف" البركاني.
وثيابهم لم تحترق
في اليوم التالي، تسبب ثوران آخر للبركان، بتدفق حمم مدمرة مع اندفاع أعمدة من الرماد المحترق وغازات سريعة الحركة إلى منحدرات البركان، تسببت بدورها في وقوع إصابات على مسافة تصل إلى 20 كيلومترا. مع ذلك، تشير القوالب الجصية للجثث إلى أن الغازات السامة في التدفقات، وليس الحرارة، هي التي تسببت في مقتل معظم الذين بقوا في المدينة.
وقال الباحثون في الدراسة: "إن أجساد القتلى كانت سليمة، من دون دليل على أي علامة صادمة" وثيابهم لم تحترق، بمرور تدفق الحمم البركانية، مما يثبت أن الوفيات كانت ناجمة عن سحابة الغاز التي استمرت 17 دقيقة، من دون أن تترك فرصة لبقاء أحد على قيد الحياة.