كشف السفير المصري الأسبق لدى باكستان عبد الرؤوف الريدي، في الحلقة ما قبل الأخيرة من السلسلة المخصصة له ضمن برنامج "الذاكرة السياسية"، ما حصل في آخر جلسة في مؤتمر "منظمة المؤتمر الإسلامي" الذي انعقد في إسلام أباد العام 1980.
وقتها، قاد وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل، تحرّكاً دبلوماسياً ألغى بموجبه قراراً يطالب بتوقيف شاه إيران والرئيس المصري أنور السادات، بناء على طلب وزير الخارجية الإيراني وقتها صادق قطب زاده.
الريدي، الذي انتقل بعدها ليصبح سفيراً لبلاده لدى واشنطن، واجهته أزمة خطف السفينة الإيطالية "أكيلي لاورو" على يد مجموعة فلسطينية بقيادة "أبو العباس" في العام 1985.
وتورطت مصر في هذه القضية عندما قبلت برسو السفينة في مرفأ بور سعيد لفك أسر الرهائن، إنما تعقدت الأمور لاحقاً عندما تبيّن أن الخاطفين قتلوا ورموا في البحر راكباً أميركياً يهودياً مُقعداً، وهو ما جعل الأميركيين يطلبون بتوقيف الخاطفين ومحاكمتهم.
حينها، وقفت قوات إيطالية في مواجهة قوة من المارينز عندما أجبرت طائرات أميركية الطائرة التي تُقل الخاطفين على الهبوط في مطار صقلية الإيطالي. وتمسكت إيطاليا حينها بصلاحية توقيف الخاطفين ومحاكمتهم على أراضيها، وهو ما حصل فعلاً، حسب ما رواه الريدي.
السفير المصري الأسبق تطرق أيضاً إلى كواليس الرئاسة المصرية حيال غزو الكويت، وكشف أن الوفد اليمني برئاسة علي عبد الله صالح قال للرئيس المصري الراحل حسني مبارك: "عليكم أن تنسوا الكويت، بعدما غزتها القوات العراقية".
ونقل صالح من نظيره العراقي صدام حسين عرضاً لمبارك بتلقي 20 مليار دولار مقابل دعم مصر للموقف العراقي.
ودخل السفير الريدي إلى مكتب مبارك فوجده يُملي على مستشاره رسالة يطلب فيها من صدام حسين سحب قواته من الكويت. وقال مبارك وقتها للريدي: "هذه هي الرسالة الثلاثون التي أبعث بها إلى صدام".
في المقابل، طلب السفير المصري لدى واشنطن من مبارك إبلاغ صدام بأن تهديدات قوات التحالف له وعزمها على تحرير الكويت هي جدية إن لم ينسحب منها، لأن صدام كان يُشكك في احتمال تنفيذ هجوم أميركي على قواته.
ونقل الريدي عن وزير الخارجية الأميركي وقتها جايمس بايكر قوله، إن هدف قوات التحالف هو تحرير الكويت وعودة الشرعية إليها. وبحسب الريدي، حاول مبارك تمديد مهلة إنذار قوات التحالف لانسحاب القوات العراقية من الكويت، لكن الأميركيين قالوا له: "قُضي الأمر واتُخذ القرار بالهجوم".