تضم منطقة آثار الحواويش من الناحية الشرقية جبانتين تعتبر إحداهما جبانة أخميم في محافظة سوهاج عاصمة الإقليم التاسع، التي تحتوي على حوالي 900 مقبرة محفورة في صخر السلسلة الجبلية الشرقية، لكبار الموظفين والكهنة في عصر الدولة القديمة وعصر الانتقال الأول.
وتحتوي المنطقة على ثلاثة معابد تم الكشف عنها حتى الآن، وأهمها المعبد المكرس لعبادة المعبود "مين-رع" وزوجته "ربيت" وابنهما "كولنتيس"، والذي بدأ بناءه الملك بطليموس الثاني عشر (أوليتيس)، وأكمله الأباطرة الرومان.
وقد خلت معظم هذه المقابر من أية نقوش ما عدا البعض منها زُين بمناظر عن الحياة الإدارية واليومية والدور السياسي والديني للإقليم التاسع، ونصوص لسجلات أسر بعينها والمهن التي مارستها تلك الأسر.
وهذه المقابر جميعها محفورة في الصخر لها أبواب وهمية عليها نصوص هيروغليفية، كما زُينت جدرانها مناظر ونصوص هيروغليفية تمثل ألقاب ونعوت أصحاب هذه المقابر وأمهاتهم وأبنائهم وزوجاتهم، بالإضافة إلى موائد القرابين المختلفة الأعمار والأحجام، بالإضافة إلى نصوص هيروغليفية لتقدمة القرابين.
هذا إلى جانب مناظر للحياة اليومية تصور صاحب المقبرة أثناء الصيد في الأحراش، أو مناظر قوارب تحمل الأساس الجنائزي لصاحب المقبرة، أو عملية ذبح الثيران وحصاد القمح وغيرها من المناظر التي تصور الحياة البرية في الجبل مثل الماعز التي تتسلق فروع الأشجار والبعض بتشاجر، أو منظر لصاحب المقبرة متكئا على عصا أمامه منظر لمصارعة الثيران.
وأشار وزير الآثار المصري، الدكتور خالد العناني، إلى أن تكلفة مشروع ترميم وتطوير منطقة معبد أتريبس بلغت حوالي 5.50 مليون جنيه، أما تكلفة مشروع ترميم وتطوير منطقة مقابر الحواويش فقد بلغت 9 ملايين جنيه.
وأعلن الدكتور خالد العناني أنه بمناسبة الافتتاح، سيتم السماح بدخول المصريين مجاناً إلى منطقتي معبد أتريبس ومقابر الحواويش وذلك حتى نهاية شهر مارس 2021، وكذلك الزيارات الإرشادية للمصريين، مع التأكيد على الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية وضوابط السلامة الصحية خلال الزيارة.
وأكد وزير السياحة والآثار على اهتمام الوزارة بتطوير كافة المواقع الأثرية بمحافظة سوهاج وكذلك كافة المحافظات المصرية بما يساهم في تحسين تجربة الزائرين والسائحين والحفاظ على الآثار المصرية وتنمية الوعي السياحي والأثري لأهلها.
ومن جانبه، أشار الدكتور مصطفى وزيري إلى أن أعمال ترميم منطقة مقابر الحواويش تضمنت عمل سلالم للمقابر وتنظيف وترميم النقوش والجداريات الموجودة بها، كما تم تمهيد الطريق إلى الجبانة الصخرية عبارة عن درج من الحجر الرملي المناسب للطبيعة الأثرية.