ظهر الفيديو الذي بثه الإرهابي Kujtim Fejzulai في "إنستغرام" قبل ساعات من مقتله برصاص الشرطة النمساوية بعد سفكه لدماء امرأتين ورجلين، وجرحه 14 آخرين بعملية روّع بها فيينا وسكانها مساء الاثنين الماضي، وفي الفيديو الذي تعرضه "العربية.نت" أدناه، يعلن البالغ 20 سنة مبايعته للخليفة "الداعشي" محمد سعيد عبد الرحمن المولى، المعروف بلقب "الأمير" أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، إلا أن صوته غير مسموع في المقطع.
وكل المعروف عن فيزولاي المولود في النمسا الحاصل على جنسيتها، أنه حاول في إبريل العام الماضي السفر إلى سوريا للانضمام إالى "داعش" المتطرف، فاعتقلوه في النمسا قبل سفره وزجوه وراء القضبان، لكنه حصل على إفراج مبكر في ديسمبر بموجب قانون الأحداث، لأنه كان بعمر 19 وقت "تدعوشه" ومحاولته الانضمام إلى التنظيم الإرهابي، وهو ما يعتبرونه جريمة في النمسا.
بعدها صرفوا النظر عن اعتباره "تهديدا أمنيا" وقادرا على القيام بهجوم إرهابي بعد إلحاقه بدورة لمحو التطرف، إلا أنه خدع القيّمين عليها، بحسب ما ذكره وزير الداخلية النمساوي كارل نهامر، في مؤتمر صحافي عقده صباح أمس الثلاثاء، وفيه قال إن فيزولاي "خدع برنامج محو التطرف في نظام العدالة، ليتمكن من الحصول على إطلاق سراح مبكر"، بحسب تعبيره عن الشاب الذي لم تتمكن الشرطة للآن من العثور على متورط آخر معه في ما قام به في فيينا، برغم أن إطلاق النار حدث في أكثر من منطقة مختلفة بالعاصمة، لذلك اعتقلت الشرطة 14 آخرين، لعل وعسى تجد بينهم شريكا لفيزولاي الذي قضى قتيلا برصاص الشرطة.
جد فيزولاي يتحدث عن حفيده
ويعتقد المحققون النمساويون أن الهجوم نفذه فيزولاي من تلقاء نفسه، وبتخطيط منه وحده، وأن تقييم مادة الفيديو "لا يظهر في الوقت الحالي أي دليل على وجود مهاجم آخر" وفقا لما قرأته "العربية.نت" مترجما مما نقلته صحيفة Bild الألمانية الشعبية عن مقريين من التحقيق، وإلا لكان المهاجم الآخر ظهر معه في الفيديو. أما الذين اعتقلتهم الشرطة، فاتضح أنهم أفراد ارتكب بعضهم جنحا وجرائم متنوعة في الوقت الذي كان فيزولاي يقوم بعمليته كذئب منفرد، منها احتجاز مسلح لشخص آخر، أو تهديد بالقتل وما شابه.
وفي مقابلة أجرتها قناة Klan التلفزيونية الألبانية مع جد فيزولاي من أبيه، ونشرت اسم عائلتهFejzullahu بموقعها، ذكر الجد المقيم في قرية Čelopek المتحدر منها والدا فيزولاي في مقدونيا الشمالية، أن حفيده سبق واعتقل مدة 4 أشهر في تركيا، بحسب ما ألمت به "العربية.نت" مترجما من المقابلة التي نرى فيها الجد مموه الوجه. إلا أن مراسل القناة الذي لم يسأله كما يبدو عن الوقت الذي تم فيه اعتقال الحفيد، ولا عن سبب اعتقاله، أنهى المقابلة بما لم يرد بعد عن السلطات النمساوية، وهو أن أحد القتلى في فيينا مواطن من مقدونيا أيضا، إضافة لفيزولاي.
ومن يدقق في الفيديو الذي يتحدث فيه عمه أيضا، سيجد بعد الثانية 9 من المقطع، أن من أقدم فيزولاي على رميه بالرصاص، لم يكن مدنيا ولفظ أنفاسه الأخيرة في المكان، بل شرطي عمره 28 وبادر بإطلاق الرصاص على المهاجم، فرد وأرداه برشاشه، وهو من رأيناه في فيديو آخر وقد عاد إليه وأطلق عليه رصاصة وهو "مكوّم" على الأرض نازفا، ثم ظهر أفراد من الشرطة كأنهم ينقلونه كجثة بلا حياة، ثم اتضح فيما بعد أنه نجا، يعالجونه في أحد المستشفيات الآن، فيما قضى فيزولاي قتيلا برصاص الشرطة.