ظهر فيديو للحظة التي تمكنت فيها الشرطة الفرنسية من قتل شيشاني برصاصها، بعد ذبحه معلم تاريخ وجغرافيا، وقطع رأسه قرب مدرسة إعدادية يعمل فيها ببلدة Conflans-Saint-Honorine البعيدة 42 كيلومترا عن باريس، ثم نُشرت صورة رأسه المقطوع لاحقا في "تويتر" فأزالها الموقع بعد دقائق، على حد ما تلخص "العربية.نت" ما ورد عبر الوكالات وما ألمت به من وسائل إعلام فرنسية زارت مواقعها، وبخبرها الموحد تقريبا ذكرت أن مدعي عام مختصا بمكافحة الإرهاب فتح تحقيقا بالهجوم الذي وقع بعد ظهر الجمعة، وتعاملت معه الشرطة كعمل إرهابي.
وكان عاملون بقسم الجنايات في شرطة البلدة، تلقوا نداء لملاحقة مشتبه يتجول حول المدرسة، ولما وصلت دورياتهم وجدوا المعلم بعيدا عنها 200 متر تقريبا، ومضرجا بدمه في الشارع، ثم عثروا في بلدة مجاورة على قاتله وهو يحمل بندقية ويهددهم، فجابهوه وطلبوا منه إلقاءها والانبطاح استسلاما، طبقا لما نسمع بالفيديو أدناه، لكنه أصر على تهديدهم وعاندهم، فانقضّوا وأردوه قتيلا، ثم طوقوا المكان واستدعوا عناصر من "قسم إزالة الألغام" للاشتباه بوجود حزام ناسف مع القاتل القتيل.
اكتشفوا من تحقيق أولي سريع، أن الشيشاني الذي ولد في موسكو قبل 18 سنة "لم يكن مدرجا في السابق بين المستهدفين بالمراقبة في قائمة الإرهاب الفرنسية" إلا أنه كان معروفا في سجل الجرائم الصغيرة. أما استهدافه للمعلم الذي ذكرت الشرطة أن اسمه Samuel P وعمره 47 عاما، فسببه أنه عرض لتلاميذه قبل أيام رسوم كاريكاتير مسيئة للرسول، نشرتها مجلة Charlie Hebdo الفرنسية سابقا، حين كان يلقي درسا عليهم عن حرية التعبير والحوار بين الأديان، بحسب ما نقلت صحيفة Le Monde الفرنسية عن مقربين من التحقيق، أخبروها أن المهاجم "فر إلى بلدة Eragny-sur-Oise البعيدة 3 كيلومترات تقريبا عن المدرسة" وفيها طلبوا منه الاستسلام، وحين رفض قتلوه.
كما اتضح من التحقيق الأولي أن للمهاجم "صلات بالمدرسة" لكنها غير واضحة بعد، وأنه قد يكون واحدا من 30 ألف شيشاني دخلوا في الأعوام الأخيرة لاجئين إلى فرنسا "وبعضهم من المتمرسين في المعارك"، واستقر الكثيرون منهم في ضواحي المدن الكبرى، وأهمها باريس.