منذ 10 أيام تقريبا، والحالة ببريطانيا كالتي في لبنان لجهة النقص بالوقود، مع اختلاف الأسباب، إلا أن الغضب واحد في البلدين للحصول على بنزين أو ديزل بشكل خاص، إلى درجة أن أحدهم كان ينتظر دوره في رتل طويل من السيارات لشراء البنزين من إحدى المحطات، فأقبل آخر بسيارة Citroën فجأة، راغبا بالسطو على مكانه في الطابور.
جن المنتظر من الغضب، ونزل من سيارته وبيده سكين، توجه بها إلى السائق المعتدي، على حد ما نرى في فيديو تعرضه "العربية.نت" أدناه، وكان من أكثر المقاطع مشاهدة في "يوتيوب" وغيره في اليومين الماضيين، وراح يصرخ ويركل باب سيارته المعتدية، ويطرق أحيانا على نافذتها، ليخبر سائقها بأنه احتل دوره في الطابور، إلى أن أجبره على تغيير نواياه والرجوع بها إلى حيث ركنها بالصف كسواه.
الحادث الذي وقع الاثنين الماضي خارج محطة وقود بحي Welling في جنوب شرقي لندن، أثار استغراب أحدهم اسمه Stefan Silva كان يملأ خزان سيارته بالمحطة حين لاحظ ما يجري، فخرج منها شاهرا "آيفونه" وصوّر به ما استطاع، ثم أسرع إلى حسابه الخاص في Instagram وبثت ما صوّره لمتابعيه الذين تناقلوه، فشاهده حتى أمس أكثر من مليون.
أما الشرطة، فذكر متحدث باسمها، أنها تلقت اتصالا بعد ظهر الاثنين عما كان يجري، وبدقائق وصلت دورية منها الى المكان، ووجدت فيه سيارات تنتظر دورها، لكن رجالها لم يعثروا على أي أثر لأي من السيارتين، ولم يتم الإبلاغ عن إصابات أو التعرف إلى أي مشتبه، ثم أصدرت بيانا قالت فيه إنها شاهدت الفيديو، وستحقق بما رأته فيه للتعرف إلى هوية حامل السكين واعتقاله.
نقص بالسائقين، لا بالوقود
ويوم الجمعة الماضي، تقاتل سائقون بلغ بهم غضب شديد من طول الانتظار بشاحناتهم للحصول على الديزل في محطة بمدينةChichester البعيدة في أقصى جنوب إنجلترا 117 كيلومترا عن لندن، وخلال الانتظار تلاسن أحدهم مع آخر لسبب غير معروف، فباضت دجاجة الخلافات واحدا شارك فيه 4 سائقين، نرى اثنين منهم في فيديو معروض أدناه، نقلا في "يوتيوب" عن موقع صحيفة Independent الموردة بخبرها أن المتقاتلين لم يخرجوا إلا بآثار اللكمات على وجوههم فقط.
والوقود متوافر في بريطانيا، إلا أنها تعاني من نقص مقداره 100 ألف سائق شاحنة لنقله إلى المحطات، لأن عشرات آلاف السائقين هم أجانب عادوا الى دولهم بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولم يملأ الفراغ أحد من بعدهم، وفقا لما بثته الوكالات وطالعته "العربية.نت" أيضا بوسائل اعلام محلية، وهو ما سبب مشاكل متنوعة لمجموعة من الصناعات، أهمها المزودة محلات السوبر ماركت بالمواد الغذائية، كما المحطات بالوقود.