بعد أسبوع من أول جلسة عقدتها في 18 مايو الجاري بكييف، انتهت أمس الاثنين محاكمة أول "مجرم حرب" روسي، وهو رقيب اسمه Vadim Shishimarin وعمره 21 تقريبا، وأدانته المحكمة بالسجن مدى الحياة، لقتله أوكرانيا كان على دراجة هوائية في 28 فبراير الماضي بأحد شوارع بلدة Chupakhivka البعيدة 324 كيلومترا عن العاصمة، وأطلق على رأسه رصاصات عدة من سيارة كان يقودها، فسقط Oleksandr Shelipov قتيلا على الطريق بعمر 62 سنة.
وتذرع "شيشيمارين" في المحكمة، بأنه نفذ ما أمره به قائد وحدته "الهارب ذلك اليوم من جنود أوكران" وفق زعمه، وبحسب ما ألمت به "العربية.نت" من وسائل إعلام دولية عدة، كما مترجما عن أخرى أوكرانية، وفيها ورد أن ممثل الادعاء سبق وأثبت رواية مختلفة تماما في جلسة استماع أخرى.
ملخص ما أثبته الادعاء، أن القاتل "شيشيماريان" كان يقود سيارة خاصة مع جنود آخرين، سرقوها في محاولة للفرار بعد تعرض طابورهم لهجوم من قبل القوات الأوكرانية، ولما وصلوا بها إلى البلدة التي كان فيها الضحية الأعزل من السلاح على دراجته الهوائية، صادف أنه أوقف الدراجة ليتحدث عبر هاتفه المحمول، لذلك ارتاب "شيشيمارين" مما رأى، وأوقف السيارة قرب دراجته وأمطره سريعا بالرصاص، لمنعه من إخبار القوات الأوكرانية بموقعه، ففارق الحياة فورا.
"جئتم لحمايتنا ممن"؟
أما محامي الدفاع عن "شيشيمارين" فرفض رواية الادعاء، بذريعة أن موكله لم يطلق النار على راكب الدراجة إلا بعد أن رفض التوقف مرتين "لذلك بادره بالرصاص خوفا على سلامته" فرد الادعاء بأن منعه من استخدام هاتفه المحمول لا يحتاج إلى مطر من الرصاص في رأسه، بل كان يمكن النزول من السيارة للسيطرة عليه بسهولة.
وفي الجلسة أدلت أرملة القتيل Kateryna Shelipova بشهادتها، وواجهت قاتله، على حد ما نرى في الفيديو الذي تعرضه "العربية.نت" أعلاه، وسألته: "أخبرني من فضلك، لماذا أتيتم إلى هنا.. لحمايتنا"؟ وتابعت حين التزم بالصمت وقالت: "لحمايتنا ممن؟ من زوجي الذي قتلتموه"؟ ثم نقلت الوكالات أن "شيشيمارين" اعتذر منها وطلب أن تسامحه وتعفو عنه، فقالت: "أشعر بالأسف الشديد نحوك. لكن لا يمكنني مسامحتك على جريمة من هذا النوع".