جون كيربي، الأدميرال السابق في البحرية الأميركية، والمتحدث حاليا باسم وزارة الدفاع الأميركية، فقد أمس الجمعة شيئا من رباطة الجأش في لحظة من ضعف انساني سيطر عليه، وجعله يحبس مشاعر داهمته وكاد يذرف معها الدموع، وهو يتحدث في مؤتمر صحافي عن فظائع ما يجري بأوكرانيا.
كيربي الذي اعتاد التحدث الى الصحافيين 5 مرات بالأسبوع منذ بدء الحملة الروسية في 24 فبراير الماضي، ركز أمس في جزء من حديثه على بوتين بالذات، ووصف حملته بأنها "تعكس الوحشية في واحدة من أشد صورها برودة وخسة".
كما تساءل كيف لشخص الدفاع عن قصف المستشفيات والإعدام الجماعي للأبرياء، وقال: "لا أعتقد أن بامكاننا تقييم المستوى الذي يمكن أن يصل إليه هذا النوع من العنف والقسوة والخسة، ضد الأبرياء وغير المقاتلين، مع تجاهل ما يتم زهقه من أرواح" وفق تعبيره.
"من الصعب المشاهدة … معذرة"
وسأله صحافي عما إذا كان بوافق على توصيف بوتين بممثل عقلاني، فأجابه مازحا: "لست من المتخصصين النفسانيين، ولا أحمل شهادة بالتاريخ من جامعة جنوب فلوريدا (..) لا يمكنني التطرق إلى حالته النفسية، لكني أعتقد أن بامكاننا جميعا التحدث عن فساده.. من الصعب رؤية ما يفعله في أوكرانيا، وما تفعله قواته فيها، والتفكير بأن أي فرد أخلاقي ومعنوي يمكنه تبرير ذلك"، وهنا حبس كيربي دموعا في عينيه، بحسب ما نراه في فيديو تعرضه "العربية.نت" أدناه، وقال: "من الصعب المشاهدة … معذرة.. من الصعب إلقاء نظرة على بعض الصور وتخيل أن أي زعيم جاد وناضج يفعل ذلك."
والمعروف عن John Kirby البالغ 59 سنة، والأب لابن وابنة، أنه كان المتحدث بين 2015 الى 2017 باسم وزارة الخارجية، ثم المتحدث منذ أوائل 2021 باسم البنتاغون للآن، ومعروف أكثر بردوده السلسة والمستنيرة والقائمة على الحقائق، بحسب الوارد عنه بالاعلام الأميركي اجمالا، وأهمه أنه يميل للانضباط ويتجنب المبالغة، الا أنه لاذ فجأة بالصمت أمس، وبدا حزينا وهو يراجع بذاكرته "فظائع أكثر من شهرين من الحرب".
وفي نهاية المؤتمر الصحافي قال كيربي: "يصعب ربط ما يفعله (بوتين) داخل أوكرانيا، حيث الطلقات النارية في مؤخرة الرأس، والأيادي مقيدة خلف ظهور الأبرياء، وقتل نساء حوامل، وقصفت المستشفيات.. أعني، إنه أمر لا يمكن تصوّره، ولا قدرة عقلية لي لفهمه"