ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بمقاطع فيديو أظهرت معركة حامية الوطيس بين قطيعين من القرود في قرية عرمرم في محافظة رجال المع بالسعودية.
فقد اقتحمت إحدى المجموعات منزلاً وصعدت أعلاه محاولة حسم المعركة، وسط حالة من الرعب بين الأهالي.
كما استمرت المطاردات بين المجموعتين في محاولة لفرض سيطرة الأقوى.
توقفوا عن إطعامها
إثر ذلك، شددت رئيسة الفريق العلمي لبرنامج تقييم أضرار قرود البابون، باولا بيبسورث، التابع للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، على ضرورة أن يتوقف الأهالي وسكان المناطق المتضررة منها عن إطعامها، أو النظر إليها والتحديق بها، وذلك للوقاية من آثارها السلبية واعتداءاتها.
كما أوضحت أنه من المهم الابتعاد عنها، مشيرة إلى أن من يطعمها قد يصبح ضحية محتملة لها، فقد تعتدي عليه، وفق تعبيرها.
وشددت أيضاً على ضرورة عدم التحديق بها، لأن النظر إليها قد يشكل سبباً لاعتدائها عليك.
إلى ذلك، وجهت نداء لسكان المناطق المتضررة ومرتادي الطرق السريعة بأن يتوقفوا عن إطعام قرود البابون، لأن ذلك يجعلها تستغني عن طعامها البري، فهي تختلف عن الحيوانات الأخرى، وترى أن من يقدم لها الطعام على أنه عامل أو خادم لها.
انتشار كبير واستئناث
يذكر أن الفرق الميدانية التابعة للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية كانت باشرت قبل أيام عملها في مسح المناطق المتضررة من قرود البابون، في إطار برنامج تقييم أضرار تزايد أعدادها الذي أطلقه المركز أواخر شهر يناير/كانون الثاني الماضي، لإيجاد الحلول المناسبة لمعالجة مشكلة انتشار القرود في عددٍ من مناطق المملكة، وازدياد أعدادها واستئناسها في المواقع غير المخصصة لها.
وتعمل تلك الفرق في 6 مناطق، على رصد وتقييم أضرار تزايد أعداد قرود البابون لإيجاد الحلول المناسبة للحد من الأضرار البيئية والاجتماعية والصحية والاقتصادية للمشكلة، ومنها الاعتداءات الجسدية من سلوكيات قطعان القرود، وترويع الأطفال والأهالي، إضافة إلى الخلل البيئي التي تحدثه جراء تضرر المحاصيل الزراعية، وتأثير ذلك على اقتصاديات المزارعين.
كما تجري مسحاً ميدانياً عن طريق أخذ العيِّنات، وتحديد مجموعة من العناصر، مثل (الجنس، الفئة العمرية، الحالة الإنجابية)، واستخدام أجهزة تحديد المواقع (GPS) لتوثيق مواقعها، وإدخال البيانات كافة، والاستعانة بتقنيات متقدمة مثل الليزر، لاستكشاف النطاق المكاني، وغيرها من الأجهزة التي ستثري قاعدة البيانات والمعلومات.
إلى ذلك، يواصل المركز استقبال البلاغات حول المواقع الأكثر تضرراً من قرود البابون عدا الحالات الإسعافية، لدراستها ومعالجة المشكلة، وذلك عبر منصة "فطري".