حدث بعد ظهر الاثنين الماضي في بلدة بالشمال الإيطالي، معروفة كمنتجع سياحي قريب 12 كيلومترا من مدينة "جنوى" الشهيرة، وهي Camogli المطلة مقبرتها الموصوفة برائعة من جرف ممتدة فيه على البحر الأبيض المتوسط، وفي الجرف بالذات انهيار أرضي مفاجئ، حوّل معه كنيستين صغيرتين إلى أنقاض، وجرف حطام أكثر من 200 تابوت وأغراض أخرى خاصة بالمقابر إلى مياه البحر أسفلها.
السكان الذين سمعوا صخب الانهيار من منازلهم، أصيبوا بصدمة حين توجهوا ووجدوا قبور معظم المقبرة، ومن ضمنها رماد أحبائهم في ختومها، وقد انجرفت إلى البحر وعامت فوق المياه، بل وصل بعضها مع تراجع الأمواج إلى عرض البحر، وفقا لما يتضح من فيديو تعرضه "العربية.نت" التي ألمت بتفاصيل ما حدث من وسائل إعلام إيطالية، بينها موقع Genova24 الناقل عن السلطات المحلية، أن الانهيار نتج ربما "عن تآكل في السواحل" تفاقم بسبب عواصف شهدتها منطقة "ليغوريا" المعروفة باسم "الريفييرا الإيطالية" عند المتوسط.
إلى حيث حدث الانهيار، توجهت وحدات من الإطفاء وخفر السواحل، للبحث عما انجرف من رفات بشرية لحقت بها أضرار في المنطقة المعتبرة مقصدا شهيرا للسياح، وأدت الجهود إلى إنقاذ عدد لا بأس به من النعوش، لكنها واجهت صعوبات في العثور على هياكل عظمية تفككت وربما طمرها انهيار الجرف ومعه المقبرة المرتفعة 27 مترا فوق 10 بيوت أسفله، منها 3 مسكونة، لكن أحدا لم يكون فيها الانهيار الذي ما إن رأت امرأة ما فعله، حتى بكت وقالت لمراسل من وكالة ANSA الإيطالية للأنباء وهي ترتعش "لقد مات مرة ثانية"، في إشارة إلى عزيز لها ضاعت عظامه.
كما ورد عن عمدة البلدة، فرانشيسكو أوليفار، وهو عالم جيولوجي تجاري، أن الانهيار الأرضي "كان من الصعب التنبؤ به مسبقا، وأن الكثير مما انهار كان يواجه الجرف، ما يعني أن معظم النعوش أصبحت مدفونة الآن تحت الانهيار الأرضي" وذكر عن المقبرة أنها شهيرة في المنطقة، خصصوها منذ 150 سنة للمتوفين.