مؤخرًا قطعت شركة أسترا الناشئة القائمة في كاليفورنيا شوطًا كبيرًا في سباق إطلاق المركبات إلى الفضاء، ففي نحو الساعة الرابعة مساءً من يوم الثلاثاء الماضي (15 ديسمبر/كانون الأول) بتوقيت شرق الولايات المتحدة أطلقت صاروخها «روكيت 3.2» في رحلتها المدارية الثانية، من مجمع «باسيفيك سبيس بورت» في جزيرة كودياك في ألاسكا.
وحقق «روكيت 3.2» البالغ طوله 12 مترًا إنجازًا فارقًا إذ اجتاز خط كارمان (النقطة الفاصلة بين الغلاف الجوي الأرضي والفضاء)؛ وصحيح أن أسترا لم تبث هذه اللحظة التاريخية بثًّا مباشرًا، لكن فريقها نشر المستجدات أول بأول في حسابها على تويتر، قبلما ينشر فيه فيديو قصيرًا لعلمية الإطلاق.
A quick video recap of our 8.5-minute flight to space today! pic.twitter.com/gvElF4fbAZ
— Astra (@Astra) December 16, 2020
وليس هذا هو الإنجاز الوحيد لصاروخ أسترا، فمن أبرز إنجازاته الأخرى: انطلاقه باحتراق محرك مرحلته الأولى، ثم انفصال مرحلته الثانية بنجاح، حتى تجاوز ارتفاع 100 كم في الهواء بعد خط كارمان؛ ومع أنه لم يحمل أي حمولات، ولم يتأكد بعد ما إذا كان مُعزِّزه وصّله بالفعل إلى المدار (وجهته النهائية)، لكن الفريق عدّ رحلته التجريبية هذه نجاحًا كبيرًا.
وأسترا شركة صغيرة تُطور صواريخ لإطلاق المركبات الفضائية الصغيرة إلى المدار، وأكبر منافِسيها شركة «روكيت لاب» القائمة أيضًا في ولاية كاليفورنيا؛ وعنها قال كريس كيمب (مديرها التنفيذي) في مؤتمر عبر الهاتف في يوليو/تموز الماضي «ما نحاول إنجازه هو إتاحة خدمة تكُون تكلفة التشغيل والإطلاق فيها أقل.»
والأعجب في عملية إطلاق الصاروخ هذه أن الفريق الذي أجراها ليس فيه إلا خمسة أفراد على الأرض؛ وهذا بعدما تعرّض في سبتمبر/أيلول الماضي لخطأ خسارة صاروخ، فما أقصر الفترة التي عاوَد فيها الإطلاق!
وقال كيمب «إننا نعمل منذ نحو أربعة أعوام فقط، وليس في فريقنا حاليًّا إلا نحو 100 شخص، ومع هذا تمكن من تجاوز عقبات هائلة في طريقه ليحقق هذا النجاح.»
وبعد نجاح أسترا في هذه الخطوة الكبيرة، تتطلع أن تعمل بكامل طاقتها في العام المقبل، وأن تبدأ تقديم خدماتها الإطلاقية من عامي 2021 و2022، بعدما تعاقدت مع بعض العملاء بالفعل.
الجدير بالذكر أن المخطط الأساسي للفريق: إجراء ثلاث محاولات فقط للوصول إلى المدار، فآمال كثيرة معقودة على «روكيت 3.3».
The post شركة أسترا الناشئة تفتخر بإطلاق «روكيت 3.2» appeared first on مرصد المستقبل.