يعد هرمان غورينغ (Hermann Göring) أحد أبرز الشخصيات الألمانية المقربة من القائد النازي أدولف هتلر. فإضافة لكونه الرجل الثاني بالنظام النازي، ساهم الأخير في تأسيس جهاز الشرطة السرية المعروف بالغيستابو (Gestapo) وشغل مناصب سياسية بارزة كانت أهمها رئيس الرايخستاغ (Reichstag)، أي البرلمان الألماني، وقائد سلاح الجو الألماني المعروف باللوفتفافه (Luftwaffe).
وبسبب الجرائم التي نفذت بأوامر مباشرة منه والتي نال على إثرها حكما بالإعدام شنقا خلال محاكمات نورمبرغ، تحوّل غورينغ للقب مكروه بين الألمان. وأملا في التخلص من النظرة المشينة بالمجتمع الألماني، لم يتردد العديد من منتسبي عائلة غورينغ في تغيير لقبهم تزامنا مع نهاية الحرب العالمية الثانية.
بالحديث عن عائلة غورينغ، كان لدى المسؤول النازي هرمان غورينغ شقيقا أصغر منه حمل اسم ألبرت واختلف عنه بشكل كامل حيث رفض الأخير سياسة الحزب النازي واتجه لإنقاذ عدد كبير من الأشخاص من قبضة النازيين.
تخلى عن حياة السينما
عقب مشاركته بالحرب العالمية الأولى، التحق ألبرت غورينغ، المولود يوم 9 آذار/مارس 1895، بالجامعة التقنية بميونخ. ومع نجاحه في دراسته وتخرجه من الجامعة، اتجه ألبرت لمطاردة حلمه بالعمل في مجال الإنتاج السينمائي.
مع تقدم الحزب النازي وبلوغه سدة الحكم خلال الثلاثينيات، اتخذ ألبرت غورينغ قرارا بالتخلي عن حلمه مفضلا تكريس حياته لإنقاذ الأشخاص الذين طاردهم الحزب النازي كالمعارضين السياسيين واليهود. وأثناء عمليات الملاحقة والمضايقات التي قادها النازيون ضد من أطلقوا عليهم اسم "أعداء الشعب الألماني"، لم يتردد ألبرت في التدخل معرضا لنفسه للخطر. وعند مشاهدته والاطلاع على هويّته، يفضل أفراد فرق الأس أس والغيستابو التراجع خوفا من ردة فعل شقيقه هرمان غورينغ المصنف كثاني رجل في النظام النازي.
معارضة النازية
بداية من العام 1939، ضاعف ألبرت غورينغ نشاطه المضاد للنازية فعمد لأكثر من مرة لطباعة هويات مزورة مساعدا بذلك العديد من المعارضين على مغادرة ألمانيا نحو بريطانيا. وبسبب ذلك، تعرّض الأخير للاعتقال واتهم بالتآمر ضد أمن الدولة قبل أن ينجو بفضل تدخل شقيقه.
وخلال أغلب فترة الحرب العالمية الثانية، تولى ألبرت غورينغ منصب مسؤول التصدير بمؤسسة سكودا (Škoda) بتشيكوسلوفاكيا. ومستغلا منصبه وعلاقة القرابة التي جمعته بهرمان غورينغ، عمد ألبرت لإنقاذ العديد من اليهود والمعارضين السياسيين من معسكرات الإبادة النازية. وعلى حسب مصادر تلك الفترة، أرسل ألبرت غورينغ الشاحنات بشكل دوري نحو معسكرات الاعتقال طالبا منحه مزيدا من العمال لمؤسسة سكودا. ومع وصول هؤلاء المعتقلين، يقوم ألبرت بتزويدهم بالمؤونة الكافية قبل أن يطلق سراحهم.
أيضا، لم يتردد شقيق قائد سلاح الجو الألماني في مد يد العون للمقاومة بتشيكوسلوفاكيا التي كانت محتلة من قبل النازيين. فخلال تلك الفترة، موّل الأخير ودعم عمليات التخريب التي قادها رجال المقاومة ضد المصالح الألمانية بالمنطقة.
مع نهاية الحرب العالمية الثانية، حققت العديد من الشخصيات التي قاومت النازيين وأنقذت الأبرياء من براثن فرق الأس أس شهرة عالمية. وفي المقابل، فشل ألبرت غورينغ في نحت صورة جيدة له بين الألمان ليفارق الحياة عام 1966 كأي شخص عادي بألمانيا حيث لم ينل الأخير أي اهتمام من قبل الألمان ويعود السبب في ذلك أساسا لشهرة شقيقه هرمان غورينغ، الذي تحوّل لأحد أبرز مجرمي الحرب، التي طغت على أعماله الإنسانية بالحرب العالمية الثانية.