تتجه أنظار عشاق الكرة العربية والإفريقية عامة، والمصرية والسنغالية خاصة، مساء اليوم الأحد، صوب العاصمة الكاميرونية ياوندي، التي تحتضن نهائي بطولة كأس الأمم الإفريقية بين مصر والسنغال.
ومن المقرر أن يطلق حكم الساحة الجنوب إفريقي، فيكتور غوميز، صفارة بداية المباراة النهائية للنسخة الـ33 لبطولة القارة السمراء، اليوم في تمام الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش، والتاسعة مساء بتوقيت القاهرة، في ملعب "باول بيا ستاديوم" في العاصمة ياوندي.
وما يميز هذه المباراة، هو اصطدام طرفي ثنائي من بين الأقوى هجوميا في كرة القدم بالعالم حيث يقود نجم المنتخب المصري وليفربول الانجليزي محمد صلاح مصر، ضد زميله بليفربول ونجم المنتخب السنغالي ساديو ماني.
ويتربع المنتخب المصري على عرش صدارة الفائزين بالبطولة برصيد 7 ألقاب، ويبحث عن الثامن في الكاميرون، والأول له منذ عام 2010.
بينما لا يزال المنتخب السنغالي يبحث عن اللقب الأول في تاريخه، من خلال النهائي الثاني له على التوالي والثالث، في تاريخه حتى الآن.
فمنتخب "الفراعنة" يسعى إلى تعزيز رقمه القياسي بعدد الألقاب القارية والظفر بالكأس الثامنة بعد 1957، 1959، 1986، 1998، 2006، 2008 و2010، إلا أن منتخب "أسود التيرانغا" يطارد لقبه القاري الأول رغم خوضه النهائي مرتين عامي 2002 و2019.
وينحاز التاريخ لمنتخب "الفراعنة" في مواجهاته المباشرة ضد نظيره السنغالي، فقد سبق لهما أن التقيا 11 مرة في مختلف البطولات، بين تصفيات كأس العالم، وكأس أمم إفريقيا، والمباريات الودية، فاز فيها منتخب مصر على السنغال في ست مناسبات، مقابل أربع هزائم، وتعادل واحد.
ويلعب مهاجما ليفربول، اللذان يشكلان سويا قوة ضاربة في النادي الإنجليزي، دورين بارزين مع بلادهما إذ تتطلع مصر لتعزيز رقمها القياسي بتحقيق اللقب الثامن بالبطولة بينما تبحث السنغال عن لقبها الأول.
ولا يخفي صلاح رغبته القوية في تحقيق لقب مع مصر بعد محاولات غير ناجحة بينما بدا ماني متحمسا ومبتهجا في مؤتمر صحفي عقب الفوز في قبل النهائي يوم الأربعاء.
وقال صلاح عشية النهائي: "إنه شيء مميز للغاية أن تفوز بلقب مع منتخب بلادك.. لقد فزت بلقب دوري أبطال أوروبا (عام 2019 مع ليفربول) وكان الشعور رائعاً.. فزت بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مع فريقي (2020) بعدما غاب عنه 30 عاماً.. لقد فزت في سويسرا (مع بازل) وفزت في كل مكان، وأريد أيضاً أن أختبر هذا الشعور بالفوز بأول لقب لي مع بلادي"، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقد رأى النجم المصري أنه "من الرائع أن نلعب ضد السنغال كفريق وأيضاً ضد ساديو.. سنكون خصمين وبعد المباراة سنعود لنكون زميلين مجدداً".
والتقى الاثنان لفترة وجيزة في الكاميرون وتحديداً على ملعب "أحمدو أهيدجو" في ياوندي عقب فوز مصر في ربع النهائي على المغرب 2 – 1 بعد التمديد وقبل فوز السنغال على غينيا الاستوائية 3 – 1 في الدور ذاته، لأن المباراتين أقيمتا على الملعب نفسه.
وتألق ماني في تلك المباراة رغم تعرضه لضربة قوية على الرأس في ثمن النهائي ضد الرأس الأخضر.
وكشف صلاح: "تحدثنا لفترة وجيزة بعد مباراة المغرب.. رأينا بعضنا وكنت أطمئن على الإصابة التي تعرض لها في رأسه.. قلت آمل أن نلتقي في النهائي وأن نخوض مباراة جيدة".
وكانت السنغال، المصنفة الأولى في إفريقيا، ضمن المرشحين لتحقيق اللقب قبل البطولة وتخطت بداية بطيئة لتبلغ النهائي للمرة الثالثة.
وأحرزت السنغال، التي خسرت نهائي النسخة الماضية أمام الجزائر، هدفا واحدا فقط في الدور الأول لكنها احتلت صدارة المجموعة وأظهرت فاعلية أمام منافسيها في أدوار خروج المغلوب.
يُذكر أن طريق السنغال إلى النهائي كان أسهل بكثير من مصر التي خسرت مباراتها الافتتاحية بالمجموعة أمام نيجيريا وتعرضت لانتقادات لاذعة من جماهيرها بسبب العروض المبكرة.
لكنها اكتسبت قوة دفع بالفوز بركلات الترجيح على ساحل العاج في دور 16 ثم التغلب 2-1 على المغرب بعد وقت إضافي في دور الثمانية، قبل أن تطيح بالكاميرون صاحبة الضيافة بركلات الترجيح مجددا في قبل النهائي يوم الخميس.
وخاض منتخب مصر 120 دقيقة في ثلاث مباريات متتالية.
ويخوض منخب الفراعنة النهائي بدون مدربه كارلوس كيروش الذي تعرض للطرد بسبب الاحتجاجات المتكررة خارج الخطوط في قبل النهائي، كما أُجبر مساعده روجر دي سا على الجلوس بالمدرجات عقب إيقافه أربع مباريات بسبب مشاجرة بنفق غرف الملابس عقب الفوز على المغرب.
وسيحظى الفائز بدفعة معنوية قبل تجدد اللقاء بين المنتخبين في الدور الفاصل بتصفيات كأس العالم في قطر في مارس المقبل.