صدمة كبيرة تلقاها الوسط السينمائي والثقافي في مصر، بإعلان المخرج داوود عبد السيد عن اعتزاله، بسبب ما آلت إليه أحوال السينما، واختفاء الجمهور الخاص بها من أبناء الطبقة الوسطى.
ذلك القرار الذي تسبب في موجة غضب كبرى داخل الوسط السينمائي، وتفاعل معه الكثيرون، وطالبوا عبد السيد بالتراجع عن اعتزاله والعودة مرة أخرى للساحة.
وفي تصريحات خاصة لـ"العربية.نت" تحدث مخرج الفيلم الشهير "الكيت كات" عن ردة فعل السينمائيين على قراره، مؤكدا أنه منبهر وشديد التأثر بسبب ما كتب في حقه.
كما أوضح أن ما جرى خلف انطباعا لديه بأن عمره الفني والإنجازات التي حققها كان لها نتيجة عند الناس، وأوضح أنه مازال متواجد والاعتزال هو قرار مهني، وليس له أي أهداف احتجاجية ولكن الظرف الذي تعيشه السينما يستدعي ذلك.
الطبقة المتوسطة
وتحدث مخرج فيلم "قدرات غير عادية" ليؤكد أن الظروف المهيئة للإخراج من وجهة نظره لا تعني أن يتصل به منتج من أجل إخراج فيلم، ولكن الأمر يشمل نوع السينما في حد ذاتها والجمهور الخاص بها، معتبرا أن الجمهور المتواجد في الوقت الحالي يتبع الشرائح العليا من الطبقة المتوسطة، فيما يغيب جمهور الطبقة المتوسطة عن السينما.
كما بين أن أبناء الطبقة الوسطى لا يستطيعون دفع الأرقام الخاصة بتذاكر السينما، والحل من وجهة نظره هو أن تتدخل الدولة لدعم اتجاهات معينة السينما، معتبرا أن هناك أجهزة لا تقوم بالدور المنوط بها.
وتابع "أنا مش مهم .. السينما هي المهمة" منكرا ذاته، ليعبر عن رأيه فيما يحدث، معتبرا أن بعض المخرجين في مقتبل العمر يلجأون إلى الدعم الخارجي، ولكن الأزمة هنا أن الجهات التي تمول لا تهتم سوى بالقضايا الخاصة بها، دون أن يكون هناك اهتمام بما يريده الجمهور.
أفلام تسلية
كذلك شدد داوود على أنه لا يلوم المخرجين على اللجوء للدعم الخارجي ولا يقف ضدهم في ذلك، معتبرا أن الجزء المحلي من الصناعة يلجأ إلى أفلام التسلية التي لا تحمل القضايا.
وأكد صاحب "أرض الخوف" أنه حاول العودة للساحة مجددا ولكنه لم يفلح لعدم وجود منظومة، مؤكدا أنه اصطدم في مشواره بمنتجين يحاولون فرض تنازلات بعضها كان مقبولا والبعض الآخر كان مرفوضا، كما أن الرقابة على المصنفات الفنية مرحلة لابد من الاعتذار عن وجودها.
وعن مطالبات البعض له بأن تكون هذه الفترة استراحة محارب، تمنى داوود عبد السيد أن يكون قراره محركا لحوار سينمائي قوي يعيد الأمور إلى نصابها، وقتها سيشعر بأنه تحقق له ما أراد.