خيم الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن إثر وفاة شاب يبلغ من العمر 37 عاماً، بعد وفاة والده بثلاثة أيام، إثر إصابتهما بفيروس كورونا المستجد، في العاصمة عمّان.
وتوفي إبراهيم جودة ونجله محمد بفارق 3 أيام في مستشفى الأمير حمزة الحكومي في العاصمة عمّان، حيث أكد مصدر طبي لـ"العربية.نت" أن محمد لم يكن يعاني من أية أمراض مزمنة ولا يوجد لديه أي سيرة مرضية سابقة.
واعتبرت وفاة "محمد الأولى من نوعها في الأردن، لشاب لا يعاني من أمراض، حيث سجل في الأردن 19 وفاة منذ بدء الجائحة جميعها لأشخاص كبار بالعمر ولديهم أمراض.
من جانبها، استذكرت أسماء جودة ابنة وشقيقة المتوفيين عبر منشور حزين لها عبر "فيسبوك" بعض القصص والمواقف التي جمعتها بشقيقها محمد ووالدها قبل رحيلهما.
الأردنيون والالتزام بإجراءات السلامة
وكتبت: "أطيب ناس بالدنيا راحت شو أعمل يا ربي لا إله إلا الله يا ربي صبر قلبي روحي وعمري وسندي بهالدنيا راحو حمودة يا حبيبي كان مستعد يبيع عيونو مشاني كان أحن حدا بالدنيا علي".
وفاة الشاب ووالده، جعلت الكثير من الأردنيين يستعيدون إجراءات السلامة العامة بلبس الكمامات والقفازات والالتزام بالتباعد الجسدي.
وتحدثت أسماء عن الفاجعة التي تعيشها بعد وفاة والدها وشقيقها ونقل والدتها إلى مراكز العزل برفقة شقيقها الذي يعاني من إعاقة وتقول: "إن والدها وشقيقها ظهرت عليهما أعراض قبل شهر تقريبا وكانا يظنان أنهما يعانيان من إنفلونزا عادية وكانا يتلقيان العلاج".
تدهور صحة الأب.. ونقل الأطفال
كما أضافت أن والدها وشقيقها قاما بزيارتها في منزلها، وكانا يحملان مرض كورونا دون أن يعلما ونقلا المرض لها، حيث ظهرت عليها الأعراض قبل أسبوع وقامت بإجراء فحص كورونا وكانت النتيجة إيجابية، وتم نقلها إلى مستشفى الأمير حمزة، وتم إجراء فحوصات للعائلة حيث تبين أن العائلة تحمل الفيروس.
بعد ذلك تم نقل والدها وشقيقها إلى العناية المركزة، بعد تدهور وضعهما الصحي، حيث كان والدها يعاني من مرض الضغط، وشقيقها مناعته ضعيفة ويعاني من كتلة على الأحبال الصوتية.
هذا وأكدت أن فرق التقصي الوبائي قامت بنقل أطفالها المصابين بالفيروس وغير المصابين إلى مستشفى الأمير حمزة، ووضعهم في غرفة واحدة.
نقل الأم وشقيقها للعزل
وأشارت إلى أن والدتها قامت بعزل نفسها في المنزل لمدة 3 أسابيع لأن فرق التقصي تأخرت في الحضور إلى المنزل وإجراء الفحوصات لوالدتها، مبينة أنه قبل 10 أيام قامت فرق التقصي بإجراء فحص كورونا لوالدتها وتبين أنها مصابة بالفيروس، حيث نقلت والدتها وشقيقها الذي يعاني من إعاقة إلى مناطق العزل في البحر الميت ووضعهما في الكرفانات.
وناشدت الجهات المختصة إخراج والدتها وشقيقها من مناطق العزل وإرجاعهما إلى المنزل لأن شقيقها يعاني من إعاقة "وهو كثير الحركة" ولا يستطيع أن يتعايش في كرفان مغلق بسبب وضعه.
إلى ذلك، دعا مدير مستشفى الأمير حمزة الدكتور عبد الرزاق الخشمان، المواطنين إلى عدم التشكيك بحقيقة وجود وانتشار مرض كورونا وخطورته.
لا أمراض مزمنة
وقال الخشمان، إن الوفيات التي سجلت اليوم وأمس بسبب فيروس كورونا، لا تعاني من أية أمراض مزمنة ومصاحبة، ما يؤشر إلى خطورة المرض وأهمية عدم التهاون في التعامل معه.
وبين أن العديد من المصابين بفيروس كورونا دخلوا إلى المستشفى وكانت حالتهم مستقرة، ولكن سرعان ما ظهرت عليهم أعراض ومضاعفات كالالتهاب الرئوي الحاد، والصعوبة في التنفس، وأن بعض الحالات قد وصلت إلى مرحلة الفشل الكلوي، وبعضها مازالت على أجهزة التنفس الاصطناعي.
كما شدد الخشمان على ضرورة الالتزام بارتداء الكمامات واستخدام المعقمات والابتعاد عن التجمعات وبخاصة في المناسبات الاجتماعية، ما يسهم في السيطرة على الوضع الوبائي والحد من انتشار الفيروس.