صور وفيديو للفضيحة.. من وضع كاميرا بمكتب وزير بريطانيا؟

لم تقتصر الفضيحة التي هزت أروقة وزارة الصحة البريطانية أمس على صور حميمة للوزير مات هانكوك مع مساعدته، بل انتشرت كالنار في الهشيم أيضا مقاطع مصورة لتلك اللحظات التي جمعت مات وجينا كولادانجيلو.

وقد فتح تسريب تلك اللحظات للوزير مع عشيقته داخل مكتبه في الوزارة، الباب على مصراعيه حول وجود خرق أمني غير مسبوق، واندلع جدل واسع في بريطانيا خلال الساعات الماضية حول من سرب تلك اللحظات وكيف سرق ونشر محتوى كاميرات المراقبة، وكيف وضعت أصلا تلك الكاميرات؟!

وطرحت الفضيحة عدداً هائلاً من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات، خصوصاً أن الكثير من المباني الحكومية تتضمن كاميرات خارج المكاتب تصور أشخاصاً يدخلون ويخرجون، لكن لم يسبق أن وضعت واحدة داخل مكتب وزير.

فيديو بالصوت والصورة

فقد ضجت الصحافة البريطانية منذ الأمس، ولا تزال بعناوين عريضة متسائلة ما الذي كانت تفعله هذه الكاميرا هناك، ومن وضعها والأهم من ذلك كله، من هو الشخص القادر على الوصول لمحتواها، ومعرفة ما يجري داخل ذلك المكتب، خصوصاً أنها كاميرا تسجل بالصوت والصورة أي فيديو.

وفي السياق، كشفت صحيفة "تلغراف" أن هانكوك لم يكن لديه أي فكرة عن وجود الكاميرا عندما التقطته وهو يقبّل المستشارة جينا كولادانجيلو، مشيرة إلى أن مصادر حكومية نفت علمها كذلك، بوجود أي كاميرات مركبة في مكاتب الوزراء.

كما أضافت أن وجود الكاميرا يثير احتمال وضعها عن عمد من قبل شخص لديه إمكانية الوصول إلى مكتب الوزير بقصد الإمساك به متلبساً وهو يخون زوجته ويخالف القواعد المتعلقة بفيروس كورونا.

كاميرات صينية الصنع

إلى ذلك، كشفت الصحيفة أن مكاتب وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية تستخدم كاميرات مراقبة (CCTV) من صنع شركة "هيكفيجن" Hikvision الصينية، والمحظورة في الولايات المتحدة بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي.

ولفتت إلى أن فريق الأمن في وزارة الصحة سيُجري مراجعة عاجلة للأمن في المبنى حيث تم تصوير هانكوك وكولادانجيلو في 6 مايو، يوم الانتخابات المحلية.

كما سيتولى التحقيق في تسريب الصور، لاكتشاف من أعطى اللقطات لصحيفة "ذا صن" التي كانت أول من نشرها.

في موازاة ذلك، أوضحت "تلغراف" أن إحدى النظريات التي يتم التحقيق فيها هي أن اللقطات تم تصويرها بواسطة شخص ما على هاتف محمول أثناء تشغيلها على شاشة CCTV، ما قد يجعل من الصعب إثبات من المسؤول.

وقال أحد الخبراء الأمنيين السريين: "في كل سنوات عملي في هذا المجال، لم أعرف مطلقًا وجود كاميرا داخل مكتب مثل هذا"، وتابع "المكتب هو مساحة خاصة وهذا يثير جميع أنواع القضايا".

كذلك أضاف "الكاميرا تواجه الباب لذا ستمنحك تسجيلاً لمن سيأتي ويذهب. ولكن إذا أردت القيام بذلك، يمكنك وضع الكاميرا خارج المكتب في الممر. أيضاً، زاوية الكاميرا خطأ، فإذا دخل شخص ما إلى المكتب ورأسه لأسفل، فلن تتمكن الكاميرا من رؤيته. بالنسبة لي، يبدو الأمر أشبه بكاميرا سرية صغيرة تم وضعها في وحدة إضاءة".

تداعيات خطيرة

من جهته، قال بيتر فاهي، رئيس شرطة سابق في مانشستر، إن التسريب أثار قضايا حماية البيانات، مشيراً إلى أنه من غير المرجح أن يرقى إلى مستوى جريمة جنائية، مثل السرقة، لأنه ينطوي على صورة رقمية.

ورجح أن تكون هناك تداعيات أكثر خطور بسبب درجة انتهاك الخصوصية، لا سيما أنه مبنى حكومي، وفق ما نقلت عنه صحيفة "ذا تايمز".

اعتذار عن خرق إجراءات كورونا!

يذكر أن هانكوك قدّم اعتذاره أمس بعد انتشار الصور على نطاق واسع، معتبراً أنه أخل "بقواعد التباعد الاجتماعي التي فرضتها الحكومة في ظل جائحة كورونا".

كذلك، أقر بأنه انتهك إرشادات التباعد الاجتماعي، بعد أن نشرت إحدى صحف "التابلويد" والفضائح صورة له وهو يقبل ويحتضن كبيرة مساعديه في مكتبه.

وكانت صحف إنجليزية نشرت في وقت سابق الجمعة صوراً فاضحة للوزير مع مساعدته جينا كولادانجيلو، البالغة من العمر 43 عاماً، والتي وظفها العام الماضي.

كما كشفت اللقطات الوزير وهو يقبل مساعدته خلال الدوام، وأثناء ساعات العمل الرسمي، الشهر الماضي، عندما كانت بريطانيا لا تزال تقاوم الجائحة.

والتقطت الصور مات وهو يحتضن جينا، بعد الساعة الثالثة ظهراً في السادس من مايو الماضي، فيما كانت منطقة وستمنستر، منشغلة بالانتخابات المحلية.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: