هل سمعتم عن أدوات التعذيب في السجون، أو تخيلتم تلك الصرخات الدامية التي تخرج من أشد الزنازين الانفرادية في التاريخ، فظاعة ووحشية لا يحتمل وطأتها جسد بشري مهما بلغت درجات بأسه وصبره وقوة احتماله؟
موروثات من آلات حقيقية ومقتنيات عمرها مئات السنين، تُعرض لأول مرة في دبي ضمن متحف "ريبليز" في القرية العالمية بموسمها الـ26.
يكتسب المتحف عالميته بكونه الأول في الشرق الأوسط، ويضم أكثر من 200 معروضة عجائبية ضمن 6 معارض غرائبية، بينها منصة مخصصة لمحاكاة خيال الصغار، يعده الزوار بمثابة صفقة من العجائب والمفاجآت وصكوك الفرح والاستكشاف المجاني، حاملاً عبر منصاته المختلفة روائع الترفيه العائلي، وعناصر الإبهار المعرفي الساحر من عوالم فنتازيا وعجائب انفرادية حدثت مرة واحدة في التاريخ.
آلات تعذيب بأجواء تخيلية من فيلم رعب
وخلال زيارة "العربية.نت" إلى متحف "ريبليز"، الذي ينطبق عليه بالفعل شعار "صدق أو لا تصدق"، كان لنا وقفات مع 11 معروضة لآلات مرعبة، توزعت على ردهات متفرقة داخل المتحف بمؤثرات ضوئية تضفي جواً تخيلياً حماسياً كما لو أنك في مشهد رعب من فيلم سينمائي.
كسارة عظام الأصابع بمحاكم التفتيش الإسبانية
وعلى مدخل المنصة، تتصدر آلة كسارة عظام الأصابع لتفتتح أول مشهد يصعق الحواس، وكانت هذه الآلة تستخدم خلال محاكم التفتيش وجلسات التحقيق في إسبانيا، تم استخدام أدوات مختلفة للتعذيب من أجل الحصول على اعترافات من المشتبه بهم، وشملت الأدوات المستخدمة كسارات العظام الوحشية المعروضة هنا، والتي يضغط المحقق على براغيها فيرغم المشتبه به إما على الاعتراف، وإما أن يصبح مشوهاً مدى الحياة، مما جعل نتائج التحقيق تتحقق بسهولة وسرعة فائقة.
المشردون ممنوعون.. وعقوبتهم السجن في هذا القفص أمام العامة
ويتحلق زوار أمام كرسي المتشرد يحملقون بعيون شاخصة كما لو أنهم يشهدون شخصاً يتعذب للتو، حيث تم استخدام هذا الكرسي في بريطانيا الجديدة قبل الحرب الأهلية، لثني المتشردين عن زيارة القرى المسكونة، وكان الزائر غير المرحب به يُحبس في قفص ثم يترك في الأماكن العامة لتتم إهانته وسوء معاملته، ومن ثم ينقل على عجلات إلى أطراف القرى وأخيراً يتم إطلاق سراحه.
عقوبة الكاذب في الصين.. شوي جلودهم بالنار على مدخنة معدنية
وهذا التمثال لشخص صيني مربوط إلى عمود لم يقترف جريمة لكن تهمته كانت الكذب، فكان هذا السلوك الاجتماعي مرفوضاً منذ حوالي 1200 قبل الميلاد، وكانت جريمة كبرى في الصين، وأي شخص يُدان بالكذب يقيد بالسلاسل على مدخنة معدنية ويُشوى ببطء على النار، وكان الهدف هو تشويه الضحية وليس قتلها، بحيث يتم إخلاء سبيلها بعد تشويه جسده.
نزع بنطاله فسُجن 20 عاماً داخل زنزانة أصغر من حجمه
ويقف زائر آسيوي يضرب أسداسا بأسباع وهو يتأمل أميراً من النبلاء جاثما في أصغر زنزانة انفرادية بالتاريخ. تم سجن الكونت فون شليرغ فيها من قبل آن إمبراطورة روسيا، لأنه مزق بنطاله. وبعد إهانته، حكمت الإمبراطورة على الكونت طويل القامة 212 سم بالسجن لمدة 20 عاماً في زنزانة صغيرة جداً مساحتها 185 سم، لا يستطيع الوقوف أو الاستلقاء أو التمدد بداخلها.
منصة للإعدام وتقطيع الأشلاء
ليست مجرد طاولة بل إنها منصة لتقطيع الأشلاء. هكذا اكتشفتها زائرتان إسبانيتان، بعد حيرة تملكت ملامحهما، وتعد هذه المقاعد الإفريقية مخصصة لأولئك الذين يتمتعون باحترام كبير مثل الملوك وشيوخ القرى، لكن الغربيين اعتقدوا أن هذا الكرسي كان يمثل عكس ذلك تماماً، إذ أنه كان يستخدم من قبل الجلاد كمنصة للإعدام والتقطيع.
انتزاع الاعترافات أثناء رؤية شخص يتعرض للتعذيب بالمسامير الثاقبة
وفي الطرف المقابل، تقف امرأة عجوز إفريقية تتمتم بكلمات فرنسية، وهي تتفحص بنظراتها كرسي التعذيب الشائك، حيث تم استخدام جهاز التعذيب هذا لبث الذعر ونشر الخوف النفسي في ضحاياه، وغالباً ما يشار إليه باسم الكرسي الحديدي، وتم استخدامه بشكل شائع لانتزاع الاعترافات من الضحية من خلال مشاهدة شخص آخر يتعرض للتعذيب بالمسامير الثاقبة، ولإحداث موت بطيء ومؤلم.
أجهزة التعذيب في العصور الوسطى مصممة للبتر أو القتل
منصة أخرى تروي ملاحم دموية تجسد أبشع أنواع التعذيب وأنكى صوره، وتستحضر المصرية يسرا أرناؤوط، هذا الفعل الوحشي وتأثيره على الضحايا، وتعلق قائلة: "أستطيع تخيل وجود تعذيب بهذا الشكل الفظيع في عصور ظلامية غابرة تدهس كرامة الإنسان، وأن شخصاً يمكن أن يخرج من هنا بسلام، فلم تكن جميع أجهزة التعذيب في العصور الوسطى مصممة للبتر أو القتل فقط، بل لإهانة أولئك الذين ثبتت إدانتهم بجرائم صغيرة، فمن شأن هذه الأجهزة الخشبية أن تحجز المجرم المتهم الذي سيتعين عليه تحمل التهكم والسخرية وأحيانا كثيرة الإساءة من الجمهور".
كسارة الرأس أكثر أدوات التعذيب وحشية في العصور الوسطى
كانت كسارات الرأس واحدة من أكثر أدوات التعذيب استخداما في العصور الوسطى وخاصة أثناء محاكم التفتيش الإسبانية 1834-1478، في محاولة لانتزاع الاعترافات، حيث يضع الجلاد ذقن الضحية على الجزء السفلي والرأس تحت الغطاء العلوي ويدير المسمار المرفق ببطء لضغط الجمجمة والتسبب في ألم مبرح، فإذا توقف التعذيب في منتصف الطريق فإن الضرر الذي لحق بالدماغ والعينين والفك لا يمكن إصلاحه.
احتضان امرأة حديدية ملغمة بمسامير تخترق الحلق والقلب والعينين
المرأة الحديدية في أواخر القرن الثامن عشر، تداولت قصص عن سجناء أدينوا بالابتداع في "نورمبرغ" بألمانيا في العصور الوسطى، وحكم عليهم "باحتضان" المرأة الحديدية. وتم تزيين هذا الجهاز بالعديد من المسامير الداخلية التي تمت محاذاتها لاختراق العينين والحلق والقلب، وقيل إن هذا الجهاز قد تم وضعه على جسر متحرك لإطلاق ضحاياه في الماء تحته.
السجن الأكثر حراسة وشراسة.. دون التعرض للشمس
باب السجن الإنجليزي من سجن "سترانجواي" في شمال إنجلترا، المعروف الآن باسم "سجن اتش ام" بمانشستر، حيث احتجز هذا الباب القتلة والمجرمين في هذا المرفق شديد الحراسة بدون التعرض لأشعة الشمس أو الاتصال بالناس، باستثناء عندما يمر طعامهم عبر الفتحة المركزية المنزلقة.
"المشهرة الخشبية".. ورشق المجرمين بالقمامة
وخلال فترة القرون الوسطى حتى القرن التاسع عشر، لم تكن كل الجرائم تستحق العقاب البدني، بدلاً من ذلك، كان من الممارسات الشائعة استخدام الإذلال العلني كشكل من أشكال الانتقام النفسي خلال هذا الوقت، وغالبا ما كانت تستخدم "المشهرة الخشبية"، التي توضع في ساحة البلدة ليتم السخرية من المجرمين ورشقهم بالقمامة.
"استكشاف العالم السفلي الذي تخفيه بشاعة الحروب والصراعات"
وفي إفادات رصدتها "العربية.نت" خلال جولتها في أرجاء المتحف العالمي، عبّر السعودي مطلق الزهراني، الذي يصحب عائلته للمكان، بالقول إنه استمتع بما وجده من مفاجآت وقصص تحبس الأنفاس، أثارت فضوله وأفراد أسرته لاستكشاف العالم السفلي الذي تخفيه بشاعة الحروب والصراعات منذ قرون سوداء.
"ابتكارات العقل البشري لتحطيم الكرامة والإذلال وانتزاع الاعترافات"
وقالت طيف إبراهيم من سوريا، إنه على الرغم من الجو المأساوي في منصة تحاكي أجواء التعذيب داخل الأقبية المظلمة التي يعود تاريخها إلى الحرب العالمية الثانية وزنازين من آثار العصور الوسطى، تضم نحو 11 أداة تجسد وظيفتها في تعذيب الجسد البشري، إلا أنها تثري الفضول وتثير التخيل لاستكشاف قصص تلك الآلات البشعة التي ابتكرها العقل البشري من أجل التفنن في تحطيم الكرامة والإذلال وانتزاع الاعترافات من جنود وجواسيس وجرحى ومتهمين وموقوفين.
"إبداع وحشي لا يمت للآدمية بصلة"
فيما وصفت أولغا نيغاتيولينا، أوكرانية، هذه المعروضات المهربة من حقبات تاريخية مختلفة، بأنها تمثل الوجه المظلم "للإبداع الوحشي" الذي لا يمت للآدمية بصلة، كونها تقدم سيرة دموية ومأساوية تروي أفظع تجارب التعذيب في تاريخ البشرية، فتجعل الموت سلعة باهظة الثمن، يتمناه المعذبون قبل طحن أجزاء من أجسادهم تحت مفرمتها، كل ثانية يلفظون فيها أرواحهم من حلوقهم كما لو أنهم يموتون بالتقسيط الشاق.