من خلال الموسيقى، يقوم بتعليم الأجانب اللغة العربية، ومن خلال تعلمهم اللغة العربية، جعلهم يغنون لمصر، واستطاع أن يجعل منهم سفراء لها في الخارج، يقدمون للعالم صورتها الحقيقية وفنها وتراثها.
الدكتور طارق عباس، ملحن ومدرس مادة اللغة العربية للناطقين بغيرها في مركز جامعة القاهرة، قدم تجربة جديدة من نوعها، ويطمح في أن تستمر وتتواصل وتجد كل الدعم، حتى تنتشر ويسمع من خلالها العالم كله لصوت مصر وفنها وتراثها.
يقول الدكتور طارق لـ "العربية.نت" إنه أطلق فكرة جديدة لتعليم الأجانب اللغة العربية وأسس منهم فريق "ونس للموسيقى"، ويقاتل من أجل نجاحها. وتستهدف الفكرة تعليم اللغة العربية للأجانب بشكل بسيط وغير معقد حتى يحبونها، ويفهمونها ويتفاعلون معها، بالغناء والأذن، وليس عن طريق السبورة والعيون فقط أوالاستذكار والحفظ والتلقين.
ويضيف أنه بدلا من أن يذكر أمام الطلاب "فعل ماضي"، يقوم بغناء أغنية لهم فيها "فعل ماضي"، وكذلك ويقوم بغناء أغنية فيها "فعل أمر" و"فعل مضارع"، حتى يشرح لهم النحو والصرف بشكل بسيط وسلس، كما كان يسعى لتعليم النحو على أوتار النغم، ويضم فيه عددا من المصريين، لكن المشروع الأخير لم يكتمل.
وكشف أن الفريق فيه عدد من الطلاب الأجانب، معتبرا أنهم خير سفراء لمصر في الخارج، حيث سينقلون لبلادهم كل ما تولد لديهم من انطباعات عن مصر وشعبها وأمنها وأمانها، كما سينقلون تراث مصر للخارج، مشيرا إلى أن الغناء والفن يغرسان ويكرسان الحب والسلام بين الشعوب، وينشران ثقافة التسامح والإخاء والتأزر بينهم.
ويقول إن طلابه أحبوا مصر وفنها وتراثها، وقدموا ذلك التراث على مسرح دار الأوبرا المصرية وفي بلادهم، وتحدثوا عما وجدوه في مصر من حب وتسامح وفن وطرب أصيل تعشقه الأذن وتهواه النفس.
وذكر أن الفريق يضم طلابا من 12 جنسية، ومنهم أفارقة، وأوروبيين، وآسويين، وأميركيين، ويغنون باللهجات المصرية والعامية، ويغنون الأغاني الجميلة المحببة لكبار المطربين المصريين، وتعلقوا وارتبطوا بها.
وأضاف أن الرسالة التي كان يحلم بتوصيلها، ووصلت بالفعل، هي أن مصر لديها فن، وإذا بحثنا عن سفير فليس أفضل من الفن ومنه الموسيقى ليكون سفيرا لنا في الخارج، ويجعل الناس تشعر بنا وتتلمسنا بقلبها ووجدانها وضميرها، وتشاهدنا بابداعنا.
وقال يوناسن من بريطانيا إنه أحب اللغة العربية وتعلمها على يد الدكتور طارق من خلال الموسيقى ويدرسها في جامعة القاهرة، مضيفا أنه إنضم لـ"فريق ونس" وغني لمصر وشعبها، فيما ذكرت ديرني من ألمانيا أنها عشقت العربية من خلال الموسيقى وهي الطريقة التي تتدرس بها حاليا، وأصبحت تجيد غناء الأغاني المصرية وباللهجة العامية مثل أغنية "رمضان جانا".