كثيرون شككوا عبر مواقع التواصل، بخبر انتشر الأسبوع الماضي في معظم العالم، وبلغات عدة، منها العربية، عن وزير أفغاني سابق، يبدو أنه توقع منذ عام عودة طالبان وسيطرتها على البلاد، فاستقال في ديسمبر 2020 من منصبه وهاجر إلى ألمانيا، ليحصل فيها على لقمة العيش بنقل الطعام الجاهز على دراجة هوائية وتوصيله إلى الزبائن في مدينة "لايبزيغ" حيث يقيم.
الخبر الذي نشرته صحيفة Leipziger Volkszeitung الألمانية، كان عن وزير الاتصالات والتكنولوجيا الأفغاني السابق، سيد أحمد شاه سادات، وظهر في 19 أغسطس الجاري بموقعها قصيراً بعض الشيء، ومرفقاً فقط بالصورة المنشورة رئيسية أعلاه، وهي صورة التقطها الصحافي Josa mania-Schlegel وبثها في حسابه "التويتري" فلفتت انتباه الصحيفة العامل فيها، لذلك نشرتها مع قصة الوزير بموقعها.
ولأن الصورة لم تعد في عالم "الفوتوشوب" دليلاً على صحة الخبر، كما بالماضي، لذلك استمر الشك الذي ساور أيضاً وسائل إعلام امتنعت عن نشر الخبر إلى أن تتأكد من صحته، مع أن الوكالات نقلته عن الصحيفة. إلا أن فيديو ظهر، وتعرضه "العربية.نت" الآن، يؤكد أن ما ذكرته "لايبزيغر فولكسايتونغ" شرعي وصحيح، ففيه نجد سادات يعمل فعلاً لدى شركة اسمها Leiferando المتخصصة بإيصال الطعام "دليفري" لطالبيه "بعد أن أنفق ما كان بحوزته من مال" طبقاً لما ذكرت الصحيفة.
حاصل على درجتي ماجستير
نقلت عن سادات أيضاً، قوله إنه يعيش حياة بسيطة حالياً، ويشعر بالأمان في ألمانيا، وبأنه سعيد في لايبزيغ "حيث أوفر المال للذهاب إلى دورة باللغة الألمانية والدراسة أكثر" مضيفاً أنه تقدم بطلب لعدد من الوظائف "ولكن لم أحصل على نتائج، وحلمي هو العثور على عمل بشركة اتصالات ألمانية" وفق تعبير الرجل الذي شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة "أريانا تيليكوم" بين 2016 إلى 2017 ثم منصب نائب وزير الاتصالات السابق، حتى تولى في 2018 الحقيبة الوزارية بالإنابة.
وكانت وكالة "رويترز" أجرت مقابلة أيضاً مع سادات البالغ 49 سنة، قال فيها إن البعض في المنزل انتقدوه لتوليه مثل هذه الوظيفة بعد أن خدم في الحكومة لمدة عامين، فرد بقوله: "ليس لدي ما أشعر بالذنب حياله" وذكر أنه استقال من الحكومة الأفغانية بسبب خلافات مع أعضاء دائرة الرئيس، مضيفاً أنه حاصل على الجنسية البريطانية أيضاً، ويدرس 4 ساعات لغة ألمانية كل يوم، ويعمل ليلاً لمدة 6 ساعات بتوصيل طلبيات الشركة التي بدأ العمل فيها هذا الصيف.
وسادات الذي كان مقيماً في بريطانيا، وانتقل إلى أفغانستان بدعوة من حكومتها السابقة ليصبح فيها وزيراً "حاصل على درجتي ماجستير في هندسة الاتصالات والإلكترونيات من جامعة أكسفورد البريطانية، ولديه خبرة عملية تزيد عن 23 عاماً" بحسب الوارد في الصحيفة التي عبّر لها عن أمنيته بأن تنضم عائلته إليه في ألمانيا، إذ يبدو أنها لا تزال في أفغانستان.