تزامناً مع مرور أكثر من عام على انتشار فيروس كورونا، وفي ظل زيادة خطيرة في وتيرة الإصابات بالوباء، ما زال الغموض يحوم حول مصدر ومكان نشأة الفيروس التاجي، فيما تُتهم السلطات الصينية بإخفائها وتسترها على كثير من النقاط في ملف الفيروس.
عام أو ربما أكثر بكثير على ظهور فيروس كورونا، على اعتبار أنه لم يكشف بعد عن مصدر وتاريخ ولادة الفيروس الذي غير ملامح العالم بأكمله فارضا نفسه شريكا لحياة البشر. لغزه ما زال غامضا حتى اليوم، وإن كانت الصين المصدر الأرجح للمولود التاجي.
المكان هو الصين، والتاريخ هو 11 يناير 2020، والحدث هو الإعلان عن أول وفاة بفيروس كورونا.
فقبل عام في مثل هذا الوقت، أعلنت بكين أول وفاة بما يعرف بكوفيد-19 لرجل ستيني، لا يزال اسمه مجهولا حتى اليوم. لكن ما عُرف عنه أنه كان يرتاد سوق ووهان للحيوانات. ومنه بدأت الشكوك بأن الخفافيش تقف خلف الفيروس التاجي المستجد.
ومع دخول العالم دائرة الرعب، انهالت عشرات الاتهامات على السلطات الصينية بأنها أصرت على التعتيم والتنصل من أي مسؤولية حول نشوء الفيروس. كما حاولت الترويج لفرضية غير مدعمة بالوثائق عن دخول الوباء إلى الصين من الخارج تارة بأن الجيش الأميركي من نشرها، وتارة بأن الوباء جاء من إيطاليا، وتارة أخرى من البرازيل.
دونالد ترمب: الفيروس صيني
الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان أول من قاد دفة الاتهامات نحو الصين، مشيرا إلى أن الحكومة هناك تسترت لفترة طويلة على حجم انتشار الفيروس ومدى خطورته، متحدثا عن تقارير استخبارية تشير إلى أن الفيروس تسرب من مختبر في ووهان، مكررا دوما جملة: "الفيروس صيني.. الفيروس جاء من الصين.. لا تسألوني اسألوا الصين!".
أما الخبراء، وفي مقدمتهم منظمة الصحة العالمية، فامتنعوا عن اتخاذ مواقف حاسمة في الموضوع، معتبرين أن تسييسه يعيق قطع الشك باليقين.
فيما أعيقت في اللحظات الأخيرة مهمة فريق المنظمة الذي كان من المفترض وصوله الأسبوع الماضي إلى الصين، بعدما قالت بكين إنها لا تزال تتفاوض بشأن سير المهمة، لتزداد معها الشكوك، إلا أن الصين عاودت وأعلنت أن فريق المنظمة الأممية سيُسمح له بالدخول للبحث في منشأ الفيروس الخميس القادم.
إلا أن ذلك لا يلغي حقيقة مرور عام بأكمله على أول وفاة معلنة بفيروس كورونا، إلا أن الفيروس المستجد الذي اقترب من إصابة 100 مليون حول العالم يقبع في مربع اللغز الغامض.