اقترح فريق من علماء الفلك من جامعة تكساس الأمريكية، تشييد تلسكوب فضائي عملاق على سطح القمر باستخدام مرآة سائلة يصل قطرها إلى 100 متر.
جذور الفكرة
وتعود فكرة تشييد تلسكوب عملاق على القمر إلى أكثر من 10 أعوام، وسمَّاه العلماء آنذاك «التلسكوب العظيم النهائي» وفقًا لصحيفة نيتشر في العام 2007. وبدلًا من استخدام مرآة صلبة، اقترح العلماء – حينها – استخدام طبقة معدنية سائلة عاكسة (في ابتكارات سابقة، اعتمد العلماء على الزئبق) تطفو فوق خزان كبير يحوي على سائل يدور بشكل دوامة.
ويهدف المشروع إلى دراسة اللحظات الأولى التي أعقبت الانفجار العظيم، ونشأة الكون المرئي، بعيدًا عن الافتراضات غير المؤكدة؛ وقال بيت ووردن، مدير مركز أبحاث وكالة ناسا، في بيان صدر في العام 2007، إن «سطح القمر مناسب جدًا لاستخدام تقنية المرآة السائلة في بناء تلسكوب كبير جدًا، يتجاوز قطره 100 متر، ما قد يساعدنا باكتشاف المراحل الأولى لتشكل الكون بعد الانفجار العظيم.»
إحياء الفكرة
وبعد وقت قصير من اقتراح الفكرة، تخلت وكالة ناسا عنها، إلا أن فريقًا من الفلكيين بقيادة العالمة آنا شاور، قرروا إحياء المفهوم من جديد؛ ونقلت صحيفة الفيزياء الفلكية عن فولكر بروم، عالم الفلك والمؤلف الأساسي للدراسة في جامعة تكساس، أن «التلسكوبات -في ظل تطور علم الفلك- أصبحت قادرة على رؤية الأزمنة الكونية الأقرب إلى الانفجار العظيم بوضوح، ونرى أن التلسكوب الفضائي المرتقب؛ جيمس ويب، سيصل إلى زمن تشكل المجرات للمرة الأولى، ولكنه غير قادر على اكتشاف ما قبل هذا الزمن، حيث تشكلت النجوم غير المرئية للمرة الأولى، وفقًا لما توصلت إليه النظريات، ما يجعلنا بحاجة لتلسكوب أكثر تطورًا.»
آلية العمل
ويعمل تلسكوب المرآة السائلة بشكل مستقل، إذ يجمع الطاقة من محطات توليد الطاقة الشمسية القريبة، ويرسل البيانات التي تلقاها إلى الأرض من خلال قمر اصطناعي في مدار القمر.
واقترح الفريق استخدام المادة السائلة بدلًا من بناء طبق من الزجاج المطلي بارتفاع 100 متر، وذلك لسهولة التشييد وتقليل التكاليف. وذلك ضمن فوهة قريبة من أحد قطبي القمر.
The post علماء الفلك يقترحون تشييد تلسكوب فضائي عملاق على سطح القمر باستخدام مرآة سائلة appeared first on مرصد المستقبل.