يؤدي تمزق أمهات الدم الدماغية إلى نزف دماغي يهدد حياة المريض وقد يودي بها، وما زالت الإجراءات الطبيّة لعلاجها محفوفةً بالمخاطر، وتبقى محاولة أخيرة لمنع تلف أنسجة الدماغ أو إنقاذ المريض من الموت.
ونجح فريق من الباحثين في معهد تي كي بطباعة ما سمّوه أول «أمّ دم حيّة» بتقنيّة الطباعة ثلاثيّة الابعاد، في محاولةٍ لتطوير علاجات جديدة.
ووفق ما نشره ساينس أليرت، فإنّها ليست أول أم دم اصطناعيّة، لكنّها أول مرة يستخدم فيها العلماء خلايا بشريّة لطباعة هيكل حيّ وتطبيق إجراءات طبيّة عليه ومشاهدة نتائجها وكأنها داخل جسدٍ حيّ.
وطبّع الفريق الأوعيّة الدموية بوساطة خلايا دماغيّة بشريّة، ثم أدخلوا قسطرةً في الأوعية الدقيقة والدفع بوشائع بلاتينية لكبح تدفق الدم، محاكين أشيع الإجراءات المستخدمة لعلاج أم الدم. ووجد العلماء أنّ ضخ البلازما في الوشائع يسبب التخثر ما يمنع تمزق أمّ الدم والنزف الناتج عنه.
وقالت مونيكا مويا، رئيسة الفريق من مختبر لورانس ليفرمور الوطني والمؤلفة المشاركة للورقة البحثية المنشورة في دورية بيوفابريكيشين «توجد معالجات واعدة لأمهات الدم، وما زال طريق الاكتشاف والتطوير مفتوحًا. وليست النماذج الحيوانيّة أفضل ما توصلنا إليه لتجربة الإجراءات العلاجيّة، فنحن نفتقد باستخدامها المراقبة المباشرة لأثر العلاج، ولا نتحكم بمقاييس أم الدم فيها. وحصولنا على أم دم حيّة اصطناعيّة يسهل فعلًا تطوير علاجات جديدة.»
ويسعى الباحثون لاستخدام الأسلوب الجديد لطباعة أوعية دموية مختلفة الأحجام والأشكال، لمحاكاة اختلافها بين الأفراد. واستخدم الفريق نماذج حوسبيّة تسمح للجراحين باختيار أفضل أنواع الوشائع لعلاج أمهات الدم.
وقال ويليام هاينز، المؤلف المشارك للورقة البحثية والعامل في مختبر لورانس ليفرمور الوطني، في البيان «يمكن للطبيب بعد مشاهدة الصورة الدماغيّة للمريض أن يدخلها لبرنامج نمذجة ليظهر الحركة الديناميكيّة للسوائل قبل الإجراء الطبيّ. ويساعد أسلوبنا الجراح على اختيار نوع الوشيعة وحجمها الأفضل، ثم طباعة أم الدم لمحاكاة الإجراء الطبي والوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة.»
The post علماء ينجحون في طباعة أول «أمّ دم حيّة» لتجربة وسائل علاجها appeared first on مرصد المستقبل.