بالرغم من أن الفيلم أردني الجنسية، لكنه شهد عرضه الأول تجاريا أيضا في المملكة العربية السعودية، بالرغم من محلية قصة فيلم "الحارة" للمخرج باسل الغندور في أول تجاربه السينمائية، ولكن الفنان المصري عماد عزمي أكد في حواره مع موقع العربية.نت أنه تحمس للفيلم بشدة منذ قراءته وتوقع مشاركته في الكثير من المهرجانات لقوة أحداثه، كما حكي قصته الغريبة لترشيحه لتقديم شخصية "علي" في الفيلم، وكيف قام بالتحضير لها، وغيرها من التفاصيل عن الفيلم وحكايته ومكان تصويره.
كيف جاءت مشاركتك في فيلم الحارة؟
عرفت في البداية أن المخرج باسل الغندور يقوم بالتحضير لعمل جديد، وكنت متحمسا لمعرفة التفاصيل، وقررت خوض تجارب الأداء، ولكن ظروفا عائلية منعتني، بعدها بفترة عرض عليّ باسل القيام بتجربة أداء، فذهبت فوراً، وأخبرني بعدها باختياري لتقديم شخصية "علي".
وما الذي جذب انتباهك أثناء قراءته؟
السيناريو بالكامل تمت حياكته بعناية فائقة، الحوارات أصيلة للغاية ليس لشخصيتي فقط، ولكن باقي الشخصيات أيضاً، كان هذا أول سيناريو أقرأه في حياتي، وفور الانتهاء من آخر صفحة أعيد قراءته من البداية مرة أخرى، فالفيلم يرصد واحدة من المناطق في ضواحي العاصمة الأردنية عمان "جبل النظيف" هي المنطقة الشعبية التي صورت بها كل أحداث الفيلم، حيث تسود فوضى اجتماعية عارمة، ويقوم المراهقون فيها بأعمال سلبية تستوجب تدخل البوليس في وقت تدور أحداث قصة حب معقدة الفصول.
وما هي طبيعة الشخصية وتفاصيلها؟
إن "علي" شخصية حالمة، لا يفكر بواقعية، وشخصيته بمواصفاتها تلك تضعه في مواقف تضطره للكذب، وتجعله يعطي صورة تختلف عن الحقيقة، ولقدأحببت شخصية "علي" لأنه شخصية نقية، وكان يفعل دوماً ما في استطاعته للمساعدة.
كيف كان استعدادك للشخصية؟ وهل كانت هناك استعدادات خاصة قمت بها؟
لقد كنت محظوظاً بالتحدث مطولا مع المخرج عن الشخصية، حيث جمعتنا جلسات عمل طويلة للحديث عن شخصية "علي"، وتصرفاته وردود أفعاله، وهذا جعلني أتشبع بالشخصية قبل أن أقوم بأدائها على الشاشة، فالتحضير تطلب جهدا كبيرا، ومع مساعدة المخرج باسل الغندور، ساعدني أيضا وجودي ضمن دائرة فيها نجوم لامعون منتمون للعمل.
ما هو أصعب مشهد بالنسبة لك في الفيلم؟
لم يكن هناك صعوبات، فلم أواجه أي صعوبة خلال التصوير بسبب حرفية المخرج والممثلين، وأتذكر فقط شيئا واحدا كان مجهدا بالنسبة لي، وهو مشهد كنت أضطر فيه لارتداء ثلاث سترات فوق بعضها لفترة طويلة، فكنت أشعر بحرارة شديدة وكان العرق يغرق ملابسي.
كيف وجدت رد الفعل عليه من الحضور؟
بصراحة توقعت بشكل كبير، لأن الفيلم قوي، ولكن لم أتوقع أن يكون كل هذه المهرجانات التي تجاوزت 10 حول العالم، انبهرت بعدد الحضور في العرض العالمي الأول في لوكارنو فلقد كان استقبالا إيجابيا، التفاعل مع الفيلم كان مبهراً في المهرجانات التي زارها الفيلم، حيث عرض أيضا في مهرجان لندن ومهرجان البحر الأحمر بجدة، تبلغ المخرج أن فيلمه تمت برمجة تنافسه ضمن تظاهرة: harbour في مهرجان روتردام – هولندا – السينمائي الدولي الدورة 51.
وما الذي تتوقعه من الجمهور مع مشاهدة الفيلم في دور العرض؟
ليس لدي توقعات معينة، ولكن لدي أمنيات بأن يحب المتفرجون تجربة حضور فيلم تجاري عربي فالجمهور معتاد على الأفلام التجارية المصرية بشكل كبير، وأتمنى أن يرسخ الفيلم لفكرة نزول الجمهور لمشاهدة فيلم أردني بعيداً حتى عن المهرجانات أو المنصات.
كيف كانت كواليس التصوير؟
الكواليس كانت ممتعة ولذلك كنت أذهب إلى التصوير حتى في الأيام التي لم يكن عندي تصوير فيها، الأجواء كانت مليئة بالإبداع والإلهام، وأجمل ما عشته في كواليس التصوير أجواء الحارة الشعبية، وكيف هب جميع سكانها لمساعدتنا والوقوف بجانبنا وتشجيعنا، وهو السبب المباشر الذي مكنا من إخراج أفضل ما لدينا من طاقات، حيث تفاعل سكان الحي بشكل هائل وغير مسبوق مع تفاصيل الفيلم التي تحكي قصصاً من حاراتهم.
وكيف كان التعاون مع المخرج باسل غندور؟
التعاون مع المخرج باسل الغندور كان فيه الكثير من المزايا وعيب واحد، المزايا هم العمل مع مخرج يعرف جيداً ماذا يريد أن يقول من خلال الكاميرا، مخرج يعطيك مساحة التفكير وطرح الأسئلة والنقاشات مع إمكانية التعديل، والعيب هو أن هذا الشيء لن تجده في مخرجين كثيرين وبالتالي سوف تفتقد هذا في بيئة العمل.