تحدٍ كبير وربما شديد الخطورة تعرض له الممثل المصري، أحمد أمين، ببطولته مسلسل "ما وراء الطبيعة" للكاتب الكبير أحمد خالد توفيق، والذي حقق بهذا العمل -الذي صدر في سلسلة روائية طويلة – نجاحا كبيرا وصل إلى 15 مليون قارئ.
وأثناء عرض المسلسل، وهو من إنتاج "نتفلكس"، ثار الجدل بين قرّاء الرواية وبين عشاق الدراما، ونجح العمل في خلق حالة جديدة تماما على عالم المسلسلات.
وفي حواره مع "العربية.نت" تحدث أحمد أمين عن بطولته لمسلسل "ما وراء الطبيعة" وكيف تم الترشيح وأصعب المشاهد والتحديات التي قابلته.
*هل كنت تتخيل أن تصبح بطلا يوما ما لمسلسل يحمل اسم السلسلة الشهيرة "ما وراء الطبيعة"؟
**أنا شخصيا قارئ مخلص جدا لسلسلة روايات "ما وراء الطبيعة"، وأعشقها بشكل شخصي، وطبعا حلمت حلما كبير جدا وتمنيت في وقت ما تجسيد شخصية الدكتور "رفعت إسماعيل" طبيب الدم الهادئ الرزين الغامض، ولكن مهما كان خيالي لم أكن أتصور يوما أن يُصبح الحُلم حقيقة. وتم ترشيحي لتجسيد الشخصية، وهذا بالنسبة لي أكبر من الخيال الذي يحمله عنوان "ما وراء الطبيعة"، فما حدث لي درب من الخيال.
*هل كنت المرشح الأول للمسلسل؟ وكيف استقبلت إسناد الدور لك؟
**نعم ربما كنت المرشح الأول لتجسيد الدور، والمخرج عمرو سلامة كان مقتنعا جدًا بي وبأني أصلح شخص لدور "رفعت إسماعيل" في "ما وراء الطبيعة"، وحضّرت كثيرا للدور وعملت على تفاصيل الشخصية فترة كبيرة، وقمنا ببروفات مطولة وأخذنا وقتا طويلا في التحضير ليحدث كل شيء كما هو في الخيال، واستقبالي للدور كان بخوف شديد، وربما خفت من التجسيد وقتها وقلت لعمرو سلامة "هناك من ربما هم أصلح مني"، لكنه كان مصمما على أن أقوم بالدور، وهذا منحني حماسا كبيرا، لأن سلامة كان واثقًا فيّ بصورة كبيرة، مما شجعني وجعلني أتأكد أنني سأتحمل المسؤولية وأقدم الدور.
*التحضير لمسلسل خيالي يحاكي قصة شهيرة في شكل سلسلة لها عشاق بالملايين.. كيف كانت حساباتك لكل ذلك؟
**لا أنكر أني تخوفت وظل الخوف مستمرا، ولكن كان يسعدني أن الدكتور أحمد خالد توفيق مؤلف المجموعة كلها كان يتمنى ظهور العمل للنور في شكل مسلسل، وهذا ربما جعلنا جميعا أمام هدف ضخم لابد من تحقيقه، وأعددنا العدة للتحضيرات في مسلسل "ما وراء الطبيعة" لما يتسم به من طابع خيالي ولا يشبه الواقع لا هو ولا أبطاله، لذلك أخذنا الوقت الكافي للتحضير للشخصيات والكتابة والديكورات والتصوير والموسيقى وكل شيء.
وأعتقد أن الوقت الكاف للتحضير جنّبنا مخاطر التنميط وأن يظهر العمل مشابها لأي عمل خيالي آخر.
*هل ترى أي أوجه تشابه بينك وبين شخصية البطل "رفعت إسماعيل"؟
**أجد نفسي كثيرا متلبسا بصفات من البطل، وأعتقد أن هناك العديد من أوجه التشابه بيننا مثل أنه شخص هادئ ولا يحب الظهور أو الصور الفوتوغرافية، ويحب الصمت والحديث إلى نفسه وتحليل الأمور بمنتهى الهدوء، وهناك أشياء أخرى متشابهة معه وأعتقد أنها تظهر مع الوقت وستظهر أكثر في المستقبل.
*ما ردود الفعل وتقييمك الشخصي لتجربتك في أداء شخصية "رفعت إسماعيل"؟
**أعتقد أن ردود الفعل جيدة جدا وحظي المسلسل باستقبال جميل جدا، أما فكرة أني أجسد شخصية "رفعت إسماعيل" فهذا في حد ذاته شرف كبير لي، لأنها من الشخصيات القليلة المحفورة في أذهان الناس في الوطن العربي كله، ومؤثرة على التفكير والوجدان، وأنا بشكل خاص أثّرت في كثيرا، ورواية "ما وراء الطبيعة" هي روايتي المفضلة على الإطلاق.
*لكن تجسيدك لدور جاد وأنت ممثل كوميدي في الأساس ربما كان مثارا للجدل لفترة كبيرة حتى تم عرض المسلسل.. فما ردك؟
**طبيعي جدا أن تكون هناك الكثير من ردود الفعل التي تفاجأت بتقديمي لدور "رفعت إسماعيل" في البداية على السوشيال ميديا، لأنني ممثل بدأ بالكوميديا، فتخيل الناس أني مصنف كوميدي، وقاموا بالربط بيني وبين الأدوار الكوميدية، ولكن الكثيرين لا يعرفون أني ممثل جاد في بعض الأعمال ولي أفلام قصيرة، لكنها لم تحظَ بنفس شهرة الأعمال الكوميدية وتنتشر بنفس الشكل على مواقع السوشيال ميديا.
وحدث جدل بالفعل بين من يعرفون أني أجيد الأدوار الجادة، ومن يربطون بيني وبين الكوميدي فقط، ولكن من رأوا بعض أفلامي القصيرة الجادة أدركوا أني أستطيع تجسيد الدور وتقديم دور بعيد عن الكوميديا، هو أمر طبيعي وسلس بالنسبة لي.
*واضح من حديثك أنك تكره التصنيف في أي خانة فنية؟
**كممثل أنا ضد التصنيف أصلًا، ولا أحب الحصر في نوعية معينة، ومع التنوع جدا، وهناك قاعدة أضعها أمامي وهي أن البطل دائمًا هو القصة، فلو كانت القصة جادة كان البطل جادا واستطاع الإقناع، وإن كانت القصة كوميدية وبها مواقف ساخرة، سيتمكن الممثل من الإضحاك. ولهذا فلا يوجد تصنيف من الأساس وإنما القصة وكيفية تناولها للأحداث.
والممثل الجيد هو من يستطيع التطور والتحضير الذاتي ليتحول من شخصية إلى شخصية أو يقدم نوعا فنيا لم يقدمه قبل ذلك.
*هل هناك جزء جديد من مسلسل "ما وراء الطبيعة"؟
**حتى الآن لا أعرف على وجه التحديد، وأتمنى طبعا وجود جزء جديد.