للوسط الفني قواعده وأحكامه التي ربما تكون قاسية في بعض الأحيان، حينما ينسحب البساط ويتقدم العمر فلا يجد النجم في تلك اللحظة سوى التجاهل والابتعاد.
لعل ما حدث مع المطرب والفنان المصري عادل الفار هو خير دليل على ذلك، الفنان الذي اشتهر في تسعينيات القرن الماضي بأغانيه الشعبية، وإطلالاته الكوميدية في الأفلام.
أطل في لقاء تلفزيوني قبل أيام يتحدث عن تجاهل أصدقائه له، مشيرا إلى كونه ظهر في جيل يتكون من خالد عجاج وهشام عباس ومصطفى قمر، لكنه حينما يتحدث إلى أصدقائه لا يردون على اتصالاته.
وخص بالذكر خالد عجاج، الذي كان يتصل به ولا يجيبه على الرغم من أنه قبل تقدمه في العمر، كان الجميع يحاولون التواصل معه، معتبرا أن الوسط الفني في الوقت الحالي بات غدارا.
تلك الكلمات ذكرها عادل الفار قبل أن يدخل في غيبوبة، وينقل على إثرها إلى المستشفى قبل ساعات، حيث تتابع نقابة المهن التمثيلية مستجدات الحالة الصحية له.
يوسف فوزي أيضا عانى التجاهل
ولم يكن الفار هو أول من يشكو تلك الأزمة، حيث خرج قبل سنوات الفنان المصري المعتزل يوسف فوزي المصاب بمرض شلل الرعاش، ليعلن تجاهل الجميع له، خاصة نقابة الممثلين التي لا تتواصل معه منذ إعلانه عن مرضه وكذلك قراره بالاعتزال.
يوسف فوزي الذي قدم مئات الأعمال، وقرر أن يتوقف بسبب فقدانه السيطرة على تحركاته نظرا لمرضه، وظهر في فيديو شهير بشكل صادم للجميع، حيث كانت آثار المرض تغلب عليه، وأوضح أنه ليس في حاجة إلى شيء من النقابة، ولكنه لا يعلم سر التجاهل.
"ضيوف الشرف"
التجاهل لم يقف عند حد الاتصال والتواصل، بل كان التجاهل الفني جزءا من الأمر، حيث خرج عبد الرحمن أبو زهرة غاضبا بعد كل السنوات التي قضاها في الوسط الفني.
ليشكو تجاهل المنتجين والكتاب والمخرجين الذين لم يعودوا يتواصلون مع أبناء جيله، ولا يعرضون عليهم أدوارا فنية، معربا عن غضبه مما يعرض عليه تحت مظلة "ضيوف الشرف".
وفجر أبو زهرة مفاجأة صادمة، حينما أكد أن الراحل محمود الجندي توفي وهو يشعر بالصدمة من تجاهل الوسط الفني لمن هم في مثل قيمته، وكان قبل رحيله بسنوات قد عبر عن غضبه وأعلن اعتزاله، بسبب عدم احترام قيمته، ولكنه عاد مرة أخرى بعد أن تواصل معه عدد كبير من النجوم.
نفس الأمر الذي فعله يوسف شعبان بعدما أكد أن الوسط الفني بات يتجاهل كبار النجوم، ولم تعد تعرض عليه الأدوار، وهو ما عبر عنه غاضبا، خاصة أن النجوم في مثل سنه تصنع لهم الأعمال تقديرا لما قدموه، وعلى جيل الشباب أن يتواصل معهم وأن يستفيد من خبراتهم، وهو ما لا يحدث.