غرائب حول احتفال فرنسا في 14 يوليو بيوم وطني

يوم 14 تموز/يوليو 1790، أحيا الفرنسيون احتفال الفيدرالية الذي جاء ليجسد لحمة كامل شرائح المجتمع والتفافهم حول وطنهم.

خلال نفس ذلك اليوم، احتفل الأهالي لأول مرة بذكرى سقوط سجن الباستيل (Bastille) قبل عام عقب معارك طاحنة، استخدمت بها المدافع، ضد قوات الحاكم برنارد رينيه جوردان دي لوني (Bernard-René Jourdan de Launay) وأسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى.

وأثناء هذا الاحتفال الذي أقيم يوم 14 تموز/يوليو 1790، حلّ مئات الآلاف من الفرنسيين، مدنيين وعسكريين، قادمين من مختلف جهات البلاد لسماع كلمة الجنرال الفرنسي وبطل حرب الاستقلال الأميركية الماركيز دي لافاييت (marquis de La Fayette) والملك لويس السادس عشر الذي أقسم بخدمة الوطن والوفاء للدستور.

إلغاء احتفال 14 تموز/يوليو

إلى ذلك، لم يستمر الاحتفال السنوي بيوم 14 تموز/يوليو طويلا. فيوم 9 تشرين الثاني/نوفمبر 1799، اعتمد نابليون بونابرت على الجيش والمارشال يواكيم مورات (Joachim Murat)، لاجتياح المجلس الوطني الفرنسي وإنهاء الثورة الفرنسية تزامنا مع تنصيبه قنصلا ضمن حكومة القناصل التي استمرت لأكثر من 4 سنوات.

ومع تعيين نفسه امبراطورا على فرنسا عام 1804 وحصوله على لقب نابليون الأول، اتجه بونابرت لإلغاء الاحتفال بيوم 14 تموز/يوليو وعوّضه فيما بعد باحتفال آخر حمل اسم سانت نابليون (Saint-Napoléon) أحياه الفرنسيون سنويا يوم 15 آب/أغسطس الذي يصادف يوم مولد نابليون بونابرت.

عقب حصوله على لقب الإمبراطور عام 1852، لم يتردد لويس نابليون، ابن أخ نابليون بونابرت والمعروف أيضا بنابليون الثالث، في إعادة إحياء احتفال سانت نابليون الذي ألغي منذ رحيل نابليون بونابرت عن السلطة.

وعقب هزيمتهم بالحرب الفرنسية البروسية ما بين عامي 1870 و1871، اتجه الفرنسيون للبحث عن عيد وطني جديد لتذكيرهم كل عام بخسارتهم لمنطقة الألزاس لورين (Alsace-Lorraine) لصالح الألمان الذين أعلنوا وحدتهم وميلاد الإمبراطورية الألمانية بفرساي يوم 18 يناير/جانفي 1871.

قانون راسبايل

بحلول العام 1879، فضّل قادة الجمهورية الثالثة الفرنسية، حديثة النشأة، البحث عن احتفال آخر يجمع في آن واحد بين القيم الوطنية وقيم الجمهورية الثالثة. وعقب اقتراحات عديدة، تقدم النائب بنجامين راسبايل (Benjamin Raspail) بمشروع قانون يوم 21 أيار/مايو 1880 اقترح من خلاله إعادة جعل 14 تموز/يوليو يوم احتفالا وطنيا بفرنسا.

وأثناء اجتماعهم، اعتبر النواب يوم 14 تموز/يوليو 1789، الذي يتزامن مع يوم سقوط الباستيل، يوما دمويا رافضين بذلك اعتماده للإشارة للاحتفال الوطني. وبدلا من ذلك، اتجهت الأغلبية لاعتماد احتفال سنوي يتم من خلاله إحياء ذكرى الفيدرالية، أو احتفال الفيدرالية، الذي يصادف يوم 14 تموز/يوليو 1790.

يوم 8 حزيران/يونيو 1880، وافق المجلس الوطني الفرنسي على اقتراح راسبايل بأغلبية 64 صوتا مؤيدا. ويوم 29 من نفس الشهر، قبل مجلس الشيوخ الفرنسي بالأمر ليتم رسميا اعتماد يوم 14 تموز/يوليو يوم احتفال رسمي وسنوي بفرنسا.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: