اشتكت مؤسسة السكك الحديدية بتكساس من تراجع عائداتها مقارنة ببقية الولايات بسبب إقبال المواطنين على استخدام الأحصنة للتنقل.
فقد عانت ولاية تكساس الأميركية أواخر القرن التاسع عشر، من تأخر واضح في مجال المواصلات. فعلى الرغم من مضي أكثر من قرن وربع على ظهور المحرك البخاري واكتشاف مصادر طاقية جديدة كالفحم والنفط وانتشار السكك الحديدية والعربات القاطرة، واصل أهالي تكساس الاعتماد على الأحصنة كوسيلة نقل أساسية مثيرين بذلك قلق مؤسسة السكك الحديدية المحلية التي تحدّثت عن تراجع عائداتها المالية واستقرارها بمعدلات متدنية مقارنة ببقية الولايات الأميركية.
وأملا في زيادة أرباح مؤسسة السكك الحديدية بتكساس، جاء العامل والمسؤول بهذه المؤسسة وليام جورج كراش (William George Crush) بفكرة غريبة جذبت اهتمام عدد كبير من أهالي الولاية الأميركية الذين أقبلوا أفواجا لاستخدام القطار.
فكرة وليام جورج كراش
فعام 1896، اقترح وليام جورج كراش إعداد مهرجان يتم خلاله تنظيم حادث تصادم بين قطارين لجلب الجماهير. ولحضور هذا العرض الفريد من نوعه، احتاج أهالي تكساس لركوب القطار ذهابا وإيابا نحو موقع الحدث.
إلى ذلك، روّجت شركة القطارات المحلية بتكساس بشكل جيد لهذا العرض عن طريق تعليق معلقات دعائية وكتابة إعلانات بالصحف المحلية. وفي الأثناء، جذب هذا الحدث انتباه أهالي تكساس الذين لطالما امتنعوا عن ركوب القطار حيث أثارت فكرة اصطدام قطارين فضولهم. وخلال اليوم الموعود الموافق للخامس عشر من شهر أيلول/سبتمبر عام 1896، حلّ ما بين 30 و50 ألفا من أهالي تكساس لمتابعة الحدث.
عروض مربحة
يوم 15 أيلول/سبتمبر 1896، وضعت العربتان القاطرتان، اللتان بلغ وزن الواحدة منهما 30 طنا، قبالة بعضهما، على بعد كيلومتر، فوق السكة الحديدية. وبينما حملت الأولى اللون الأخضر، طلبت الثانية بالأحمر. في حدود الخامسة مساء، أعطيت صافرة الانطلاق لتشتغل المحركات ويبدأ القطاران بالتحرك صوب بعضهما. وعند بلوغهما سرعة 16 كلم بالساعة، قفز كلا السائقين من العربات للنجاة بحياتيهما. ولحظة اصطداهما، بلغ القطاران سرعة قصوى قدّرت بحوالي 80 كلم بالساعة.
إلى ذلك، أسفر التصادم عن انفجار كبير تطايرت على إثره الشظايا بجميع النواحي. وقد أدى ذلك لمقتل شخصين كان من ضمنهما صحافي صعد فوق شجرة قريبة لمتابعة الحادث عن كثب وأصيب بشكل مباشر بشظية في رأسه.
خلال اليوم التالي، اضطرت مؤسسة السكك الحديدية بتكساس لتقديم تعويضات لعائلتي الضحيتين وعاقبت وليام جورج كراش عن طريق تسريحه. لكن بسبب النجاح الإعلامي الذي حققته واقعة الاصطدام، أعيد انتداب الأخير مجددا للمؤسسة.
خلال السنوات التالية، اتجهت العديد من مؤسسات السكك الحديدية الأميركية لتنظيم عروض تصادم قطارات لجذب انتباه المواطنين وتحقيق الأرباح. وقد استمرت مثل هذه العروض، التي لاقت رواجا كبيرا، لحدود خمسينيات القرن الماضي.