ثاني فلسطيني الأصل، بعد "نجيب بوقيلة" الرئيس منذ منتصف 2019 للسلفادور، سيجرب حظه اليوم الأحد للفوز برئاسة أكبر دولة في أميركا الوسطى بعدد السكان البالغين 10 ملايين، وهي هندوراس المجاورة لغواتيمالا والسلفادور ونيكارغوا، حيث دعت سلطاتها 5 ملايين و200 ألف، للادلاء بأصواتهم لانتخاب رئيس جديد، اضافة الى 128 نائبا، كما و298 رئيس بلدية، ثم 20 عضوا في "برلمان أميركا الوسطى" المعروف باسم Parlacen المكون من هندوراس وبنما وغواتيمالا والسلفادور ونيكارغوا وجمهورية الدومينكان.
نصري عصفورة، المتزوج من هندورية له منها 3 بنات، احداهن تزوجت في سبتمبر الماضي ونراه في فيديو تعرضه "العربية.نت" أدناه، يرقص معها بحفل زفافها، هو منذ 2014 عمدة العاصمة Tegucigalpa حيث ولد قبل 63 سنة، لأب فلسطيني الأصل اسمه Nasry Juan Asfura وأم هندورية، وهو حاصل من كلية محلية على بكالوريوس بالعلوم، ومتخرج بالهندسة المدنية من جامعة هندوراس الوطنية، وفقا لسيرته الوارد فيها أنه رجل أعمال طوله 1.85 متر.
ويطلقون لقب Tito في هندوراس على عصفورة، المرشح فيها عن "الحزب الوطني" الحاكم منذ 12 عاما، بحيث يخلف الرئيس الحالي Juan Orlando Hernández ويتسلم منه المنصب الأول في 27 يناير المقبل، فيما لو هزم 12 مرشحا، لا حظ لأي منهم بالفوز عليه، سوى امرأة يسارية الميول، تعطيها الاستطلاعات 17 % زيادة عنه بالأصوات، الا أن لصناديق الاقتراع مفاجآت دائما.
منافسته الأصغر سنا منه بعام، هي Xiomara Castro المرشحة عن حزب "الحرية واعادة التأسيس" والأم لخمسة أبناء، من زوجها الرئيس الأسبق Manuel Zelaya الذي انتخبوه في 2006 ثم تكاتف عليه تحالف مدني- عسكري أطاح به فجر 28 يونيو 2009 لزيارته كوبا بعد عام من انتخابه، ولتقربه من دكتاتور فنزويلا Hugo Chávez الراحل في 2013 بالسرطان، مما جعله يثير قلق الولايات المتحدة، خصوصا حين ضم هندوراس البالغة مساحتها أكثر من 112 ألف كيلومتر مربع، لما اسمه "التحالف البوليفاري لشعوب أميركيتنا" المكون من 10 دول ومناطق بأميركا اللاتينية وبحر الكاريبي تحكمها أنظمة يسارية، منها كوبا وفنزويلا ونيكارغوا وبوليفيا.
حزب الله إرهابي والسفارة بالقدس
لتلك الأسباب بالذات، انتفض المتحالفون على "زيلايا" وأرسلوا جنودا بالمئات، حاصروا مقره بالعاصمة "تيغوسيغالبا" وجردوا حرسه من السلاح، ثم اقتادوه الى مطارها الدولي، وأخرجوه مطرودا الى كوستاريكا، ليعود في 2011 ويقيم بهندوراس التي وجدها تغيرت من بعده، وانقلبت فيها الأمور الى عكس ما كانت عليه، الى درجة أصبحت في يونيو الماضي رابع دولة تنقل سفارتها لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وقبلها بعام أعلنت "حزب الله" اللبناني منظمة ارهابية.
الا أن المرشحة "شيومارا كاسترو" الحاصلة على ليسانس بادارة الأعمال من معهد محلي، ونراها في فيديو تعرضه "العربية.نت" أعلاه، وعدت مرات في حملتها الانتخابية، بأنها ستقوم بتغييرات في هندوراس التي احتفلت يوم 15 سبتمبر الماضي بمرور 200 عام على استقلالها في 1821 عن اسبانيا، منها اعلان البلاد "دولة اشتراكية ديمقراطية" ربما على الطراز المتحالف مع ايران والمشاكس للولايات المتحدة في فنزويلا.
أما عصفورة الذي خاض حملته بشعار Papi a la Orden أي "بابا بأمركم" أو "بخدمتكم" وما شابه، فركز في حملته على مكافحة تهريب المخدرات والعتنية بالتربية والتعليم والصحة، كما تطوير الاقتصاد ومجالات الاستثمار ودعم الفلاحين وزيادة فرص العمل، لتقليص أكبر مشكلة، ملخصها أن 59 % من السكان يعانون من الفقر، وملايين الشباب يحلمون بالهجرة الى الولايات المتحدة وغيرها. كما وعد بمكافحة ما تعانيه البلاد من جرائم مختلفة تجعلها من الأخطر بين الدول، حيث يتم ارتكاب جريمة قتل بين كل 100 ألف نسمة، لذلك سيشرف جيش من 42 ألف جندي وشرطي على مجريات الأمور اثناء التصويت وفرز الأصوات.