تفتقد فنادق روما إلى أولئك الذين كانت تعج بهم في الزمن الطبيعي، سياحاً من كل العالم، أو مسافرين في زيارات أعمال، إذ بدلاً منهم، حل زبائن من نوع آخر فرضتهم جائحة كوفيد-19، هم مصابون بالفيروس ضاقت بهم المستشفيات المتخمة.
فندق "شيراتون باكو دي ميديتشي" هو واحد من نحو 15 فندقاً في "المدينة الخالدة" تستضيف المرضى الذين يعانون فيروس كورونا المستجد، تبلغ طاقته الاستيعابية الإجمالية نحو 800 مريض، بات نصف عدد الأسرة التي يوفرها مشغولاً، بحسب سلطات مقاطعة لاتيوم.
ولاحظت مديرة الخدمات الصحية في إحدى دوائر لاتيوم الدكتورة سيمونا أماتو أن "ثمة نقصاً في عدد الأسرة في المستشفيات منذ بضعة أيام، مما أدى إلى ازدحام سيارات الإسعاف أمام مداخل أقسام الطوارئ".
وقد وفر فندق "شيراتون" المزود بمسبح والواقع قرب ملعب للغولف، 169 غرفة لمرضى كورونا، بينها 49 مجهّزة لاستقبال المصابين الذين يحتاجون إلى أجهزة تنفس اصطناعي، وفقا لوكالة "فرانس برس".
رعاية فندقية
ويستطيع الفندق استضافة مرضى يعانون عوارض لكنهم قيد العزل، وآخرين في طور التماثل للشفاء، وكذلك أولئك الذين لا تستدعي حالهم القلق لكنهم يحتاجون إلى رعاية.
وتخطى عدد الإصابات المثبتة بكوفيد-19 مليونا في إيطاليا التي كانت أول دولة أوروبية يتفشى فيها الفيروس الربيع الماضي، فيما توفي نحو 43 ألف شخص منذ بداية الأزمة الصحية، بحسب أرقام رسمية.
وكان رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي أعلن مساء الأحد، مجموعة تدابير جديدة لكبح انتشار فيروس كورونا المستجدّ، تطال خصوصاً الحانات والمطاعم وتمديد العمل مِن بُعد.
وقال كونتي خلال مؤتمر صحافي في مقر الحكومة، إن هذه الإجراءات "ستُتيح مواجهة موجة العدوى الجديدة التي تضرب بقوة إيطاليا وأوروبا". وأكد أنه "لا يمكننا أن نخسر وقتاً. يجب أن نطبّق تدابير لتجنّب حجر عامّ جديد يمكن أن يعرّض اقتصادنا لخطر كبير".
وتهدف الإجراءات إلى حدّ التجمّعات والاختلاط قدر الإمكان، في الفضاءات العامّة والخاصّة.
أيام طويلة جداً
ويشير وزير القضايا المناطقية فرنشيسكو بوتشيا إلى أن الحكومة حجزت 15 ألف سرير فندقي في كل أنحاء إيطاليا للمصابين بالفيروس.
ومكث الممرض كريستيان (23 عاماً) في "شيراتون" بعدما ظهرت لديه عوارض خفيفة، لكنه يخشى نقل العدوى إلى والديه اللذين يقيم معهما.
وقال كريستيان إن "الفريق الطبي موجود في الفندق على مدار الساعة، ويعاين كل مريض مرتين يومياً، وتوجد في الغرفة كل وسائل الراحة، ويتوافر فيها مخزون احتياطي من الأوكسيجين"، مشيراً إلى أنه عانى"صعوبات تنفسية في الأيام الأولى".
وشكا أن "الأيام تبدو طويلة جداً"، لافتاً إلى أنه يدرس ويشاهد الأفلام على حاسوبه لكي يخفف وطأة الوقت.
أما مديرة فندق "أوربان غاردن" أنتونيلا دي غريغوريو، ففتحت 50 غرفة للمرضى الذين لا تظهر لديهم أية عوارض ولكن الملزمين البقاء محجورين، كما فعلت خلال الموجة الأولى.
وتبلغ تكلفة الغرفة يومياً 30 يورو تتولى السلطات المحلية في المقاطعة تغطيتها. وتتوافر مساعدة طبية، لكن العاملين في الفندق لا يحتكون بالمرضى.
وقال دي غريغوريو "نؤمن خدمة وفي الوقت نفسه يتيح لنا ذلك تغطية عدد من النفقات، وإنقاذ بعض الوظائف".
وستشهد إيطاليا هذا العام أسوأ ركود لها منذ الحرب العالمية الثانية، مع انخفاض في إجمالي الناتج الداخلي يقدر في الوقت الحالي بين 9% و11,5%، ويرجع ذلك خصوصا إلى الإغلاق الصارم الذي فرض في مارس وأبريل.