"اقتلني برصاصة بالرأس.. فأنا أخافهم أكثر من الموت".. بهذه الكلمات استذكرت أريانا سعيد، الفنانة الأفغانية المعروفة، الساعات العصيبة التي عاشتها ليلة سقوط العاصمة كابل بيد حركة طالبان.
فبعدما استقرت في اسطنبول، كشفت سعيد عن تلك الليلة "القاتمة" وتفاصيل ما عاشته منذ انتشار أخبار توغل الحركة في كابل وحتى وصولها المطار.
وشرحت سعيد أنها بداية تفاءلت بمستقبل بلادها، وقررت الاستثمار هناك، حيث أسست ماركتها الخاصة للموضة في العاصمة في وقت كانت تغادر فيه القوات الأجنبية البلاد، وأكملت خطوتها تلك على الرغم من معرفتها بأنها تجازف مجازفة كبيرة.
إلا أن الفرحة لم تكتمل، ففي الخامس عشر من آب/أغسطس، بدأت رحلة الفرار المليئة بالألغام، حيث وصلت طالبان كابل، وبدأت القوات الأميركية تنجز التحضيرات للانسحاب.
تهديد منذ زمن بعيد
وروت نجمة موسيقى البوب الأفغانية أنها خلال الفترة الأخيرة خضعت لحراسة مشددة في كابل بسبب نشاطاتها التي لم تعجب بعض الآراء التي قامت بتهديدها فترة طويلة.
كما لم تعد تستطيع سعيد التي ترأس لجنة تحكيم برنامج المواهب الغنائية "ذي أفغان ستار" على قناة "طلوع نيوز" المستهدفة أيضا من حركة طالبان، التنقّل بحرية في كابل.
يوم الفرار
أما يوم الفرار، فلجأت الفنانة، البالغة من العمر 36 عاما، إلى أقرباء قبل محاولة ثانية في اليوم التالي، فيما وقف مسلّحو حركة طالبان عند كلّ حاجز مدجّجين ببنادق كلاشينكوف في محيط المطار، وأصبح من الصعب على القوّات الأجنبية المتبقية احتواء الحشود المندفعة.
عندها ركبت أريانا سعيد سيارة بعدما اتّشحت بالأسود وتكمّمت ووضعت نظّارة زائفة واصطحبت معها أحد أنسباء مدير أعمالها ليظهروا كأنّهم عائلة عادية، في حين استقل خطيبها ومدير أعمالها حسيب سيّد سيارة أخرى، وأخذ الاثنان يتواصلان عبر جهاز اتصال لاسلكي.
وعندها قالت لخطيبها: "إذا أوشكوا على الإمساك بي، أرجوك أن تقتلني برصاصة في الرأس. ولا تدعهم يمسكون بي حيّة، فهذا ما أخشاه أكثر من الموت".
وعندما وصلوا إلى تخوم المطار، شق حسيب طريقه وسط جمع غفير، في حين رفض الجنود في بادئ الأمر السماح لهم بالمرور، معطين الأولوية للرعايا الأميركيين، إلا أن أحد المترجمين تعرّف على حسيب وقال لهم إنه شريك أشهر مغنية أفغانية وحياتها فعلا بخطر.
الفضل للمترجم
وبفضل هذا المترجم، نُقل الشريكان إلى قطر ثم الكويت فالولايات المتّحدة، قبل أن يستقرّا في إسطنبول.
إلى ذلك، دعت الفنانة الحكومات الأجنبية إلى إدراك أن حركة طالبان اليوم هي ذاتها تلك التي أطاح بها الغرب من الحكم في أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 قبل عقدين، قائلة: "آمل أن يدرك العالم أن ما من نسخة جديدة من الحركة".
الجدير ذكره أن أريانا سعيد، وهي أشهر مغنية في أفغانستان يتابع حسابها على "انستغرام" 1,4 مليون مشترك وتشبه بمظهرها نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان، تثير منذ زمن بعيد، حفيظة رجال الدين والمحافظين في بلادها بسبب أغنيات تدافع فيها عن حقوق النساء وتندّد بالعنف الذي يتعرّضن له.