خلصت دراسة طبية حديثة أجريت في الولايات المتحدة واستمر العمل بها عدة سنوات إلى أن تناول فيتامين (د) بشكل متواصل يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسرطان بنسبة تصل إلى 38%.
ووجد الباحثون أن فرصة الإصابة بالسرطانات المتقدمة أو المميتة تكون أقل لدى الأشخاص الذين يتناولون فيتامين (د) شريطة أن يكون لديهم وزن طبيعي أيضاً.
وبحسب الدراسة التي أجريت في الولايات المتحدة، واستعرضت نتائجها جريدة "التايمز" البريطانية، فقد قام الباحثون بتحليل للأشخاص الذين شاركوا في الدراسة خلال الفترة بين عامي 2013 و2018، ليستنتج الباحثون أخيراً أن فيتامين (د) مرتبط بتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان المتقدم بنسبة 17 في المائة، على أن هذه النسبة ترتفع إلى 38 في المائة بين أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة جسم طبيعي، أي أنهم لا يعانون من الوزن الزائد.
وفي العام 2018 وجد العلماء أن فيتامين (د) لم يقلل من إجمالي الإصابة بالسرطان ولكنه يؤدي إلى انخفاض في خطر الوفاة الناتجة عن السرطان، بحسب ما أوردت "التايمز".
العلاقة بين الفيتامين (د) والسرطان
وقالت بوليت تشاندلر، طبيبة الرعاية الأولية وعالمة الأوبئة، وأحد القائمين على الدراسة الأخيرة إن "فيتامين (د) مكمل متوفر بسهولة ورخيص وقد تم استخدامه ودراسته لعقود. وتوفر النتائج التي توصلنا إليها، وخاصة الانخفاض القوي للمخاطر الملحوظ في الأفراد ذوي الوزن الطبيعي، معلومات جديدة حول العلاقة بين هذا الفيتامين وبين السرطان المتقدم".
وفي تحليلهم قام الفريق بتقييم مخاطر الإصابة بالسرطان المتقدم بين المشاركين الذين تناولوا فيتامين (د) أو لم يتناولوه، كما قاموا بفحص ما إذا كان مؤشر كتلة الجسم يلعب دوراً أيضاً، ووجدوا أن من بين المشاركين البالغ عددهم 25 ألف شخص، تم تشخيص 1617 شخصاً بمرض السرطان، ومن بين أولئك الذين تلقوا فيتامين (د) تم تشخيص حالة 226 في مراحل متقدمة من السرطان، أما من بين أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة جسم طبيعي ويتناولون فيتامين (د) فتم تشخيص 58 شخصاً بمرض السرطان المتقدم فقط مقارنة بـ96 شخصاً لم يتناولوا الفيتامين.
ويعتقد الباحثون أن السمنة والالتهابات المرتبطة بها قد تقلل من فعالية فيتامين (د)، وهو ما يفسر ضرورة السيطرة على الوزن بالتوازي مع تناول فيتامين (د) من أجل مكافحة "السرطان المتقدم".
وفي الأوقات الأكثر دفئاً من العام يستمد الجسم فيتامين (د) من أشعة الشمس المباشرة على الجلد، ولكن في الشتاء لا يمكن الاعتماد عليه كمصدر وحيد لنا، حيث يمكن امتصاص الجرعات الصغيرة من خلال النظام الغذائي عن طريق تناول أطعمة معينة، بما في ذلك الأسماك الزيتية والفطر والحليب والبيض والحبوب والعصائر المدعمة.
10 ميكروغرام يومياً
ومنذ عام 2016 أوصت السلطات الصحية في إنجلترا بأن يفكر الجميع في تناول مكمل فيتامين (د) وبواقع 10 ميكروغرام يومياً طيلة فصلي الخريف والشتاء.
ويوجد في بريطانيا أحد أعلى مستويات نقص فيتامين (د) في أوروبا حيث يفتقر واحد من كل أربعة أشخاص لهذا الفيتامين، أما في الشتاء فتزيد النسبة لتصبح واحداً من كل ثلاثة أشخاص.
ويمكن أن يؤدي نقص فيتامين (د) إلى تشوهات العظام مثل الكساح عند الأطفال وآلام العظام الناتجة عن حالة تسمى تلين العظام عند البالغين.