بالنسبة للقوات الأميركية كان داعشياً ينقل المفخخات، لكن بالنسبة لعائلته وزملائه في جمعية (NEI) إحدى منظمات الإغاثة الأميركية غير الربحية، كان زاماراي أحمدي، البالغ من العمر 43 عامًا، مجرد عامل إغاثة وسائق.
إلا أن تلك الضربة المشؤومة يوم 29 أغسطس على أحد الأحياء القريبة من مطار كابل، والتي اعتذرت عنها وزارة الدفاع الأميركية أمس الجمعة، خطفت رجلا أفغانيا مع صغاره كان يحلم بغد أفضل.
لا بل كان يعد العدة، بحسب ما أوضح تقرير لشبكة سي أن أن الأميركية، للسفر، بعد أن تقدم بطلب للحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة لإخراج عائلته من أفغانستان بعد أن سيطرت عليها حركة طالبان.
لكن الرجل قضى مع تسعة من أقاربه، بينهم 7 أطفال بحسب ما أفادت عائلته.
يوم عادي.. ولكن
ففي ذلك الصباح، بدأ يوم زاماراي الذي يعمل سائقا في منظمة إغاثية، كغيره من الأيام العادية بحسب ما أكد زملاء له.
إذ صعد إلى سيارة التويوتا كورولا المملوكة لمنظمة التغذية والتعليم الأميركية غير الربحية (NEI) ، للتوجه إلى مركز عمله.
لكنه تلقى مكالمة من المدير القطري لمعهد NEI حيث عمل لمدة 15 عامًا، يطلب منه جلب كمبيوتر محمول من منزل أحد الزملاء، وفق ما أكد الأخير، فضلا عن سجلات الهاتف الخاصة بالمكالمة.
إلا أن أحمدي توجه أولا لاصطحاب زميل سابق، له يُدعى خان، أراد الذهاب إلى المكتب للحصول على معلومات حول طلبات تأشيرة الولايات المتحدة.
ثم توجه لاحقا لأخذ الكمبيوتر من منزل آخر، وأقل زميلا ثانيا، وبعدها قصد مركز عمله. حيث تناولوا الفطور معا، ومن ثم عاد أحمدي ومعه خان لتوزيع بعض المساعدات التي تعطيها المنظمة، لكنهما توقفا أثناء العودة عند حاجز لحركة طالبان ولاحقا عند أحد المصارف.
فيديو أثار الشبهات
ساعات انقضت، قبل أن يعود السائق إلى المكتب من أجل تعبئة غالونات من المياه، بحسب ما أظهرت كاميرات المراقبة في مكاتب المنظمة.
فقد وضع أحمدي عدة غالونات من الماء في صندوق سيارته من أجل نقلها إلى منزله، بسبب انقطاع المياه منذ أيام.
لعل تلك العبوات ما أثار ريبة القوات الأميركية التي ظنت أنها مفخخات، لا سيما أن الأوضاع كانت متوترة في حينه، بعد أيام قليلة من تفجيرات مطار كابل الدامية والتي تبناها داعش.
ففي وقت متأخر من بعد ظهر ذلك اليوم، لاحظ الجيش الأميركي أشخاصا يقومون بتحميل ما اعتقد أنه متفجرات في صندوق السيارة، بحسب ما أوضح مسؤول أميركي مطلع لسي أن أن.
كما أضاف أن القوات الأميركية رصدت هؤلاء الأشخاص يتعاملون "بحذر" مع عبوات تبدو "ثقيلة إلى حد ما" لوضعها في السيارة.
وتابع: "قدر المعنيون أن تلك الأشياء نوع من المواد المتفجرة بسبب الطريقة التي حملت فيها"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
كانت مجرد مياه
إلا أن زملاء أحمدي أكدوا أنه لم يكن لديه مياه في منزله، لذلك ملأ الحاويات البلاستيكية بالماء من العمل وأخذها إلى عائلته.
كما أكد أحد الحراس في NEI، طلب عدم ذكر اسمه، أن أحمدي طلب منه حوالي الساعة 3 مساءً، المساعدة في ملء الحاويات بخرطوم، لأنه لم يكن لديه ماء في المنزل.
بعد ذلك، تأهبت الدرون، وما إن وصلت سيارة التويوتا التي يقودها زاماراي إلى باحة منزله حتى هرع إليه الأطفال السبعة.
لكن الضربة كانت أسرع منهم، فنزلت نارا على السيارة التي تفحمت خاطفة 9 من عائلة واحدة، في ضربة رهيبة، دفعت وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أمس إلى الاعتذار عنها، والتأكيد أن التحقيقات بشأنه ستستمر!