في هذا العام.. طالبان خطفت رئيس أفغانستان وأعدمته

خلال فترة رئاسة محمد نجيب الله، باشر السوفيت انسحابهم من أفغانستان عقب تدخل عسكري استمر لتسع سنوات وأسفر عن مقتل نحو 15 ألف جندي سوفيتي، حسب مصادر وكالة المخابرات المركزية الأميركية. ومع رحيل الجيش السوفيتي، غاصت أفغانستان في حرب أهلية حيث اقتتل الحلفاء السابقون الذين واجهوا التدخل السوفيتي متسببين في انهيار جمهورية أفغانستان الديمقراطية.

وبحلول عام 1996، نجحت حركة طالبان في فرض سيطرتها على معظم الأراضي الأفغانية. ومع دخولهم للعاصمة كابل، عمد عناصر طالبان للقبض على الرئيس السابق محمد نجيب الله الذي أعدم أمام أنظار أهالي العاصمة.

محمد نجيب الله رئيساً للبلاد

عقب تخرجه من جامعة كابل، حصل محمد نجيب الله، المولود يوم 6 أغسطس 1947، على وظائف عديدة بالحزب الديمقراطي الشعبي الأفغاني المدعوم من قبل الاتحاد السوفيتي. ومع نجاح ثورة ثور ضد نظام الرئيس الأفغاني محمد داود خان ما بين يومي 27 و28 أبريل 1978 وقيام جمهورية أفغانستان الديمقراطية، أقصي محمد نجيب الله من السلطة ونفي ليرسل نحو العاصمة الإيرانية طهران حيث شغل منصب سفير أفغانستان بإيران.

وفي خضم هذه الأحداث، عاشت أفغانستان على وقع فترة دامية أدت لمقتل العديد من السياسيين. فعقب إزاحته من سدة الحكم خلال سبتمبر 1978، اغتيل الرئيس الأفغاني نور محمد تركي يوم 8 أكتوبر من نفس السنة ليستلم من بعده حفيظ الله أمين الحكم لفترة لم تتجاوز الأربعة أشهر. ويوم 27 ديسمبر 1978، اغتيل حفيظ الله أمين بكابل خلال عملية ساندها السوفيت ليعين من بعده بابراك كارمال رئيساً للبلاد.

إلى ذلك عاد محمد نجيب الله مجدداً للبلاد، خلال فترة بابراك كارمال وبداية التدخل العسكري السوفيتي، ليشغل منصب مدير جهاز المخابرات والشرطة السرية. وبدعم من المسؤول السوفيتي ميخائيل غورباتشوف (Mikhail Gorbachev)، بلغ محمد نجيب الله هرم السلطة، حيث أزاح بابراك كارمال ونال منصب سكرتير الحزب الديمقراطي الشعبي الأفغاني قبل أن يصبح رئيساً لأفغانستان تزامناً مع استعداد القوات السوفيتية لمغادرة البلاد.

إعدام وسحل للجثة

ما بين عامي 1989 و1992، حاول نظام محمد نجيب الله حل أزمة الحرب الأهلية بالبلاد عن طريق جملة من الإصلاحات الاجتماعية والسياسية. فإضافة لقيامه بإلغاء سياسة الحزب الواحد وموافقته على إشراك المعارضين، غير الشيوعيين، بالسلطة وقبوله باعتماد الإسلام كدين رسمي للبلاد، سمح نجيب الله لرجال الأعمال المنفيين بالعودة لأفغانستان واستلام أملاكهم المصادرة أملاً في تحريك عجلة الاقتصاد.

ومع انهيار الاتحاد السوفيتي، فقد نجيب الله الدعم العسكري، غير المباشر، والاقتصادي لبلاده ليجد بذلك نفسه وحيداً في مواجهة الحركات الإسلامية المعارضة التي حصلت على دعم سري من الولايات المتحدة الأميركية وباكستان.

ومع فقدانه للدعم الكافي لمواصلة فرض نظامه، استقال من منصبه منتصف أبريل 1992 ولجأ للاحتماء بمقر الأمم المتحدة بكابل عقب رفض الهند مطلب اللجوء الذي تقدّم به.

كما ظل نجيب الله بمقر الأمم المتحدة بكابل لحدود العام 1996. ومع دخولهم للعاصمة كابل، هاجم عناصر حركة طالبان مقر الأمم المتحدة ليلة 26 سبتمبر 1996 واعتقلوا نجيب الله الذي تعرض لشتى أنواع التعذيب قبل أن يعدم. ولاحقاً، سحل أفراد طالبان جثة نجيب الله بشوارع كابل وعمدوا فيما بعد لتعليقها بعمود إنارة قرب القصر الرئاسي.

وطيلة الأيام التالية، رفض عناصر طالبان دفن جثة نجيب الله قبل أن يوافقوا في النهاية على تسليمها لهيئة الصليب الأحمر الدولي.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: