قاضي هتلر.. أعدم 4951 شخصاً في 3 سنوات

منذ حصولهم على مقاليد السلطة بألمانيا عقب تقلد أدولف هتلر لمنصب المستشار سنة 1933، اتجه النازيون للتخلص من جميع أشكال المعارضة بالبلاد، حيث تعرض كل ناقدي السياسة الهتلرية للمضايقة والسجن. ومع رحيل الرئيس الألماني باول فون هيندنبورغ (Paul von Hindenburg) يوم 2 أغسطس 1934، استفرد هتلر بالسلطة بألمانيا عقب جمعه لصلاحيات المستشار والرئيس بين يديه.

وللقضاء على خصومه وأعدائه، اعتمد أدولف هتلر على جملة من النازيين الأوفياء. فإضافةً لقائد سلاح الجو ومؤسس الغيستابو (Gestapo) هرمان غورينغ (Hermann Göring) وقائد فرق الـ"إس. أس" هنريش هملر (Heinrich Himmler)، وجد القائد النازي ضالته في شخص رولاند فريسلر (Roland Freisler) لإخضاع القضاء حيث تزعم الأخير "محكمة الشعب" وساهم في إرسال أعداد كبيرة من المعارضين للموت.

مع بداية الحرب العالمية الأولى، تطوّع رولاند فريسلر، المولود يوم 30 أكتوبر 1893، بالجيش الألماني حيث قاتل على الجبهة الشرقية ونال بفضل شجاعته وسام "الصليب الحديدي"، من الدرجتين الأولى والثانية. وخلال العام 1915، وقع فريسلر أسيراً في قبضة الجيش الروسي واضطر بسبب ذلك للمكوث عامين بمعسكر اعتقال روسي خُصص للجنود الألمان. مع اندلاع الثورة البولشفية، انبهر فريسلر بالفكر الشيوعي ونظريات كارل ماركس وفريدرك إنغلز. وبينما عاد أغلب رفاقه لديارهم بألمانيا، مكث هذا الرجل بروسيا وشارك لصالح البولشفيين، بالحرب الأهلية الروسية.

عام 1920، عاد فريسلر لوطنه وانتقل للدراسة والعمل بمجال الحقوق. وعام 1925، غيّر توجهاته الفكرية فانضم للحزب النازي وأصبح من أبرز مناصري أدولف هتلر. وخلال ما تبقى من حياته، حاول فريسلر إخفاء ماضيه مع البولشفيين.

عام 1934، ظهرت بألمانيا "محكمة الشعب" التي كُلفت بالنظر في قضايا تعلقت بالتجسس والخيانة. وفي أغلب الأحيان، أصدرت هذه المحكمة أحكاماً بالإعدام على المتهمين. وقبيل استلام فريسلر لمنصب رئيس "محكمة الشعب"، أصدرت هذه المحكمة على مدار 8 سنوات 292 حكماً بالإعدام.

لكن مع استلام فريسلر لرئاسة المحكمة، تزايدت أحكام الإعدام مرات عديدة. فما بين عامي 1942 و1945، أصدرت المحكمة 4951 حكماً بالإعدام. كما شارك فريسلر في "مؤتمر وانسي" الذي أطلق المحرقة عام 1942. كذلك، تزعّم محاكمة المسؤولين عن محاولة اغتيال هتلر الفاشلة يوم 20 يوليو 1944، واتجه أثناء المحاكمة لإهانة المتهمين قبل أن يصدر أحكاماً بالإعدام على أغلبهم.

قبل استسلام ألمانيا بنحو 3 أشهر، قُتل فريسلر يوم 3 فبراير 1945 عقب قصف جوي شنته طائرات "بي. 17" (B-17) أميركية على مقر الـ"غيستابو" والمستشارية والمحكمة حيث عُثر فيما بعد على جثة فريسلر، الذي كان ممسكاً بعدد من الوثائق لحظة وفاته، تحت الأنقاض.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: