عقب الانتخابات الفيدرالية الألمانية التي أجريت خلال يوليو 1932، حقق الحزب النازي انتصاراً تاريخياً أصبح بموجبه أكبر حزب بالرايخستاغ (Reichstag)، أي البرلمان الألماني، بعد سنوات قضاها كحزب معارض.
وعلى رغم تحوّله لأكبر حزب بالبرلمان، لم يتمكن الحزب النازي من تحقيق أغلبية.
وبسبب تواصل تعيين فرانز فون بابن (Franz von Papen)، الذي لم يمتلك الأغلبية، كمستشار للبلاد، انهار الرايخستاغ سريعا لتشهد بذلك ألمانيا انتخابات مبكرة أجريت خلال نوفمبر 1932 وفاز بها النازيون مجدداً.
إلى ذلك، وأمام تواصل تقدم النازيين وفشل محاولات تقسيم وتشتيت الحزب النازي الذي تحالف مع فرانز فون بابن، وافق الرئيس الألماني باول فون هيندنبورغ (Paul von Hindenburg) على تعيين أدولف هتلر مستشارا يوم 30 يناير 1933.
استحواذ النازيين على السلطة
وبعد وفاة الرئيس باول فون هيندنبورغ يوم 2 أغسطس 1934، زالت آخر عقبة من أمام أدولف هتلر الذي سرعان ما دمج صلاحيات المستشار والرئيس ليلقب نفسه رسميا بالفوهرر (Führer).
في موازاة ذلك، وطيلة السنوات التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الثانية، بسط هتلر سيطرته على ألمانيا مكرساً سياسة الحزب الواحد في إدارة شؤون البلاد ومعتمدا على جهاز الشرطة السرية، المعروف أيضا بالغيستابو (Gestapo)، للقضاء على المعارضة.
وبكل الانتخابات التي نظمت ما بين عامي 1933 و1938، حقق الحزب النازي فوزاً ساحقاً بنسب تجاوزت 90 % كانت آخرها عام 1938 حيث نظم النازيون انتخابات انتهت بفوزهم بنسبة 99 %.
أصوات حاسمة
اجتاحت القوات الألمانية النمسا يوم 12 مارس 1938، ضمن عملية الأنشلوس (Anschluss). ومن خلال هذا التدخل العسكري الذي جرى بشكل سلمي ودون إراقة دماء، تمكن هتلر من ضم النمسا لألمانيا وسط ترحيب كبير من أغلب النمساويين الذين تجمهروا بالشوارع لاستقبال الجنود الألمان.
بعد نحو شهرين، نظّم النازيون يوم 10 أبريل 1938 انتخابات فيدرالية، شارك بها النمساويون، لتحديد مستقبل البلاد وتركيبة الرايخستاغ.
وخلال هذه الانتخابات، طلب من الألمان أن يصوتوا إما بنعم أو لا حول تأييدهم لعملية ضم النمسا لألمانيا وتعيين نواب نازيين وآخرين مستقلين مؤيدين لسياسة الحزب النازي ليشغلوا جميع مقاعد الرايخستاغ.
مع صدور النتائج، صوّت 99.1 بالمائة من الناخبين الألمان بنعم ليفوز بذلك النازيون، وحلفاؤهم، بجميع مقاعد الرايخستاغ المقدر عددها ب 813 مقعدا.
فقد عقد الرايخستاغ أولى جلساته يوم 30 يناير 1939. وخلال هذه الجلسة، عيّن قائد سلاح الطيران هرمان غورينغ (Hermann Göring) رئيسا للبرلمان.
وعلى مدار السنوات التالية، عقد هذا المجلس المنتخب سبع جلسات فقط كان آخرها أواخر شهر تموز/يوليو 1942.
وأصدر هتلر يوم 25 يناير 1943، قرارا بعدم إجراء أية انتخابات لحين نهاية الحرب العالمية الثانية. وقد رجّح القائد النازي حينها إمكانية إجراء الانتخابات القادمة يوم 30 يناير 1947.