قصة الراحل راش ليمبو.. من بائع تذاكر لمذيع أسطوري!

توفي الإعلامي الإذاعي المحافظ وأحد رموز الحزب الجمهوري الأميركي راش ليمبو صاحب البرنامج الأشهر "راش ليمبو شو" عن سبعين عاما بعد صراع مع مرض سرطان الرئة.

تعرض راش ليمبو في بداية حياته العملية إلى الطرد أكثر من مرة من وظيفته كمعلق أخبار بالإذاعة في السبعينيات، لاعتباره مثيرًا للجدل. ولكن بحلول عام 1984، أصبح أفضل مضيف إذاعي في سكرامنتو بكاليفورنيا.

وسطع نجم ليمبو في أغسطس 1988، عندما بدأ في تقديم عرض "راش ليمبو"، والذي تم الترويج له على المستوى الوطني من مدينة نيويورك بواسطة شبكة راديو إيه بي سي. وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود بات برنامج "راش ليمبو شو" يُعرف بتركيزه السياسي وميله المحافظ في بعض الأحيان. كما ظهر ليمبو بانتظام كمعلق سياسي على القنوات التلفزيونية وقدم برنامجًا تلفزيونيا في الفترة من 1992 إلى 1996.

كما كتب الكثير من المقالات للصحف والمجلات، وقام بتأليف سبعة كتب من بينها "The Way Things Ought To Be" في عام 1992 و"See, I Told You So" في عام 1993 وكانا على قائمة "نيويورك تايمز" للكتب الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة.

نشأته

ولد ليمبو في 12 يناير 1951 في كيب جيراردو بولاية ميسوري لعائلة محلية تحظى بتقدير كبير، حيث كان جده لأبيه راش هدسون ليمبو، سفيرا للولايات المتحدة في الهند في عهد الرئيس دوايت أيزنهاور. وخدم عمه كقاض فيدرالي في فترة ولاية الرئيس رئاسة رونالد ريغان بينما عمل والده راش هدسون ليمبو، الذي ينتمي للتيار المحافظ، محاميًا.

عندما كان في الثامنة من عمره، كان ليمبو قد وضع نصب عينيه العمل كمقدم برامج إذاعية، في حين كان يرغب والده في أن يعمل بمهنة أكثر استقرارًا، إلا أن الابن أصر على تحقيق حلمه.

شغفه الوحيد

وعلى الرغم من أن عائلة ليمبو استاءت من تطلعاته للعمل في مجال الإذاعة، إلا أنهم لم يتجاهلوا تمامًا شغفه بالبث. ففي سن التاسعة، حصل ليمبو على راديو "ريمكو كارافيل"، وهي لعبة يمكنها الإرسال على ترددات AM لمسافات تصل إلى 500 قدم.

وروى ليمبو أنه كان يأخذ اللعبة إلى غرفة نومه، حيث كان يقوم بتشغيل الأسطوانات وكأنه مشغل أسطوانات (دي جي). وكانت الجودة عالية وبالفعل كانت تجتذب أباه وأمه اللذين كانا يجلسان ويستمعان إليه. أما عن سبب اعتقاده أن عائلته قد غيرت موقفها حيال مساعيه، فقد قال ليمبو إنه انصرف عن أنشطة الكشافة ونادي الأشبال، إذ كان سريع الملل، و"لربما كانت الإذاعة هي الشيء الوحيد الذي لم يفقد اهتمامه وشغفه به، لذا ربما كان هذا هو السبب وراء ترك أسرته له كي ينغمس فيه ويعبر عن قدراته".

مهنة إذاعية مبكرة

حصل على أول وظيفة إذاعية له عندما كان في المدرسة الثانوية، واستخدم اسما مستعارا هو "راستي شارب"، عمل كمنسق دي جي في محطة KGMO المحلية (التي كان والده شريكًا فيها). بعد المدرسة الثانوية، التحق ليمبو لفترة وجيزة بجامعة جنوب شرق ولاية ميسوري. ترك الدراسة في عام 1971، بعد عام واحد من التسجيل، لمتابعة شغفه الوحيد وهو العمل الإذاعي.

محكوم عليه بالفشل

كما واجه ليمبو صعوبة في الاحتفاظ بوظيفته في بداية مسيرته المهنية، حيث تم فصله من العمل بمحطات في ميسوري وبنسلفانيا لكونه مثيرًا للجدل للغاية كمعلق أخبار. وروى ليمبو في وقت لاحق قائلًا: "اعتقدت عائلتي بأكملها أن الفشل مصيري المحتوم".

وبعد فترة قضاها كبائع تذاكر لدوري البيسبول الرئيسي كانساس سيتي رويالز، في منتصف الثمانينيات، حصل ليمبو على وظيفة كمضيف على الهواء في محطة KFBK الإذاعية في ساكرامنتو بكاليفورنيا. وحل ليمبو محل الإذاعي مورتون داوني جونيور، وحقق النجاح عندما تجاوزت تقييماته ما سبق أن حققه سلفه. وبعد أقل من عام، أصبح ليمبو معروفًا بأنه أفضل مضيف إذاعي في سكرامنتو.

الثروة ووسام الحرية

في عام 2018، قدرت مجلة "فوربس" ثروته بحوالي 84.5 مليون دولار. وفي ديسمبر 2019، أفادت مجلة "توكرز" أن برنامج ليمبو اجتذب جمهورًا أسبوعيًا تراكميًا بلغ 15.5 مليون مستمع ليصبح أكثر البرامج الإذاعية التي يتم الاستماع إليها في الولايات المتحدة.

هذا وكان ليمبو أحد الأصوات الأولى للحركة المحافظة في الولايات المتحدة منذ التسعينيات. وتم اعتباره عضوًا في قاعة مشاهير الإذاعة الوطنية وقاعة مشاهير الرابطة الوطنية للمذيعين. وخلال خطاب حالة الاتحاد لعام 2020، منحه الرئيس دونالد ترمب وسام الحرية الرئاسي.

Original Article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: